انقسمت مخيمات الاحتجاج في بغداد وجنوب العراق، بين داعمة لرئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، ورافضة لتسميته، وسط تحركات مسلحة لأنصار التيار الصدري، واستهداف المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط قتيل والعديد من الجرحى. ورفض معظم المتظاهرين الشباب، علاوي باعتباره قريباً جداً من النخبة الحاكمة، لكن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رحب بتكليفه، ودعا أنصاره إلى مساعدة قوات الأمن في فتح الطرق وضمان عودة المدارس والشركات للعمل بشكل طبيعي، ما أدى إلى انقسام داخل الساحات الاحتجاجية.وذكر ناشطون، أن أنصار الصدر، «القبعات الزرق»، أطلقوا أمس، الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين في مناطق مختلفة، في مسعى لإجبارهم على فتح الطرق والمدارس والجامعات.ونشر ناشطون مقطع فيديو يؤكدون من خلاله تعرضهم للاعتداء من أنصار التيار الصدري في ساحة التحرير وسط بغداد، وتحديداً بجانب «المطعم التركي». وليل الأحد - الاثنين، بدأ ناشطون مناهضون للحكومة ومعارضون لترشيح علاوي، في تجميع خيامهم في ساحة التحرير.وقال أحد المتظاهرين، الذي قضى فترة طويلة في ساحة التحرير المركزية: «لقد انقسموا إلى قسمين الآن، وهناك الكثير من الناس من كلا الجانبين. أنا قلق من الاشتباك».واقتحم العشرات من الصدريين مبنى رئيسياً في التحرير كان تحت سيطرة المحتجين منذ شهور، وطردوا الناشطين وأزالوا اللافتات المطلبية.وتوفي متظاهر مناهض للحكومة متأثراً بجروحه بعد طعنه بالسكين أمس، جنوب بغداد، خلال هجوم على متظاهرين لأشخاص يرتدون «قبعات زرقاء»، بحسب ما أكدت مصادر طبية وأمنية.وأصيب ثلاثة متظاهرين آخرين بجروح جراء ضربات بالعصي، وفق ما أوضحت المصادر الطبية، خلال الاشتباك الذي انتهى بتدخل القوات الأمنية وإبعاد أصحاب «القبعات الزرقاء» من مخيم الاحتجاج أمام مقر مجلس محافظة بابل منذ مطلع أكتوبر، بحسب مراسل «فرانس برس».وفي البصرة، نقل طلاب الجامعة خيامهم ليل أول من أمس، للابتعاد عن التي احتلها أنصار الصدر. وقال أحد منظمي التظاهرة عبر مكبرات الصوت «إذا جاء الصدريون إلى ساحة الاحتجاج، لا تحتكوا بهم ولا تثيروا المشاكل».وانتشر أنصار الصدر حول المدارس والدوائر الحكومية في الكوت والحلة، لضمان إعادة فتحها بالكامل بعد أسابيع من الإغلاقات المتقطعة بسبب التظاهرات.ونقلت «وكالة الأناضول للأنباء» عن شهود في محافظة النجف أن «أصحاب القبعات الزرق أطلقوا الرصاص الحي بكثافة ضد المحتجين وسط المحافظة».وأفاد مصدر أمني بإصابة 12 شخصا على الأقل في النجف.وفي محافظة ذي قار، أجبر أصحاب «القبعات الزرق» المتظاهرين على الابتعاد عن المؤسسات الحكومية والجامعات والأبنية المدرسية بالتنسيق مع قوات الأمن، وأعادوا افتتاح بعض الطرق المغلقة.وقال المتظاهر منشد السلامي، إن «أصحاب القبعات الزرق بعضهم يحمل الأسلحة والبعض الآخر يحمل هراوات، ويستهدفون أي تجمع للمتظاهرين، من دون تدخل قوات الأمن لمنعهم أو لمساءلتهم عن كيفية حملهم السلاح خارج إطار الدولة».في موازاة ذلك، وجه علاوي نداء إلى المتظاهرين لـ«سحب فتيل النزاع والخلافات وعدم إتاحة الفرصة للفاسدين لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء».وكتب في «تويتر»: «لقد حققت التظاهرات نتائج باهرة برفضهم أغلب الطبقة السياسية التي أوصلت البلد إلى هذا الحال المزري، لقد تمثلت هذه الإنجازات بوضع قانون جديد للانتخابات وواقع جديد لمفوضية الانتخابات فضلا عن إسقاط مرشحي الأحزاب لتولي منصب رئيس الوزراء».
مشاركة :