للمرة الأولى، وضمن فعاليات «موسيقى الاثنين»، قدم مركز «جابر الأحمد الثقافي» حفلاً موسيقياً مخصصاً للرباعي الوتري ضمّ آلات الكمان الأول والكمان الثاني و«الفيولا» و«التشيللو» مع عازفين بارزين من فرنسا والمغرب هم بالترتيب يس إجماع، جيرار تورغوميان، جاك بورساريللو وفيليب فيريه.الحفل الموسيقي الذي احتضنته «القاعة المستديرة» في مركز جابر، حضرته نخبة من متذوقي الموسيقى والفن من مختلف الجنسيات والأعراق جمعتهم لغة لا تحتاج إلى دراسة أو ترجمة، بل تتطلب التعايش معها بالإحساس والغوص في أعماق نغمها، حيث استمتعوا طوال ساعة ونيّف من الوقت بأجمل المقطوعات والأنغام الكلاسيكية العالمية من دون وجود مكبرات صوت، إذ كان ما يميز هذه الأمسية هو غياب مكبرات الصوت - التي طالما تتواجد في مختلف الحفلات والأمسيات الموسيقية - والاعتماد بصورة مباشرة على الصوت الصادر من الآلات ذاتها، الأمر الذي تطلب هدوءاً تاماً من الجمهور. بدأت الأمسية ذات النكهة المختلفة والمميزة بمضمونها ودفئها في تمام الساعة السابعة مع مقطوعة للموسيقار الإيطالي أنطونيو فيفالدي «كونشيرتو الوتريات في سلم صول صغير الصنف 153»، ثم قدم «الرباعي» بعدها مقطوعة تخصّ الموسيقار الفرنسي نيكولاس دالايراك «الرباعي الوتري في سلم ري كبير الصنف 7 الرقم 3». ومع استمتاع الجمهور وتذوقهم لعذب الأنغام، اختار أعضاء الفرقة مقطوعة ثالثة تعود للمؤلف الموسيقي النمسوي جوزيف هايدن وتحمل عنوان «العصافير»، لينتقوا بعدها مقطوعة رابعة للموسيقار النمسوي فولفغانغ أماديوس موتسارت تحمل عنوان «ديفرتيمنتو (موسيقى مرحة)»، ليحين بعدها موعد الختام مع إحدى إبداعات الموسيقار الألماني لودفيغ فان بيتهوفن «الرباعي الوتري الرقم 1 الصنف 18 الرقم 1».يذكر أن «الرباعي الوتري» يعتبر من أكثر الأشكال شعبية لدى متذوقي الموسيقى الكلاسيكية، وقد وضع العديد من كبار مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية قِطعاً موسيقية مخصصة للرباعي الوتري، ومن بينهم موتسارت وهايدن وبيتهوفن وشوبرت.
مشاركة :