ما زالت رياضتنا تعاني من قضايا الشد والجذب التي تنامت هذه الأيام وأصبحت ظاهرة خطيرة تخطت حدود التعصب، وذهبت بنا إلى باحة المشاحنات والمهاترات وتصفية الحسابات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ويكفينا كمسلمين أن نراقب الله -عز وجل- في جميع تصرفاتنا ونمتثل أوامره التي وجهنا بها من فوق سبع سماوات ونهانا من عدم الانجراف خلف السلوكيات المذمومة وغير محبذة عند رب العزة والجلال، فكلنا استبشرنا خيراً باختفاء إحدى الظواهر السلبية التي تسببت في تخلفنا عن معظم شعوب العالم نفاجأ بعودتنا مرة أخرى للمربع الأول، وذلك مع بزوغ ظواهر سلبية أخرى تسيء لمجتمعنا الرياضي وتوحي بأننا ما زلنا نتعايش ونتعامل مع بعضنا بروح التعصب وقسوة الاحتقان الذي يخلق أجواء عدائية وينشر الحقد والبغضاء بين أفراد المجتمع الرياضي المتوحد، للأسف فمع ارتفاع درجة الحساسية لدى السواد الأعظم من منسوبي الأندية والجماهير الرياضية فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتعامل مع كل ما يطرح بمبدأ حسن النية كما أمرنا الله بذلك وكذلك على اعتبار أنها آراء لا تقدم ولا تأخر. لا أود أن أكون مع هذا الصوت الذي تسبب في خلق تلك الإشكاليات التي تناولتها جميع وسائل الإعلام، كما أني لن أقف مع الصوت الذي كانت له ردة الفعل السريعة والقوية تجاه المتهجم، بل سأكون مؤيدا وبشدة للنقد الهادف والمتزن الذي ينشد الإصلاح وتحسين أداء العمل في المنظومة الرياضية وفي الوقت نفسه أقف ضد من يقيم الأشخاص وفق رغباته وهواه ومصالحه الشخصية، لأن هذا التقييم بني على استنتاجات ليست واقعية سببها اختلاف في وجهة النظر بين الفعل "المهاجم" وردة الفعل "المدافع" في زمن سابق، طالما أن منسوبي النادي ينقسمون بين مؤيد ومعارض، بسبب اختلاف في وجهة نظر شخصيتين اعتباريتين فهذا يعني أننا نتراجع للوراء أكثر من تقدمنا للأمام. يجب ألا ننسى تلك المقولة الشهيرة "إذا كان الحديث من فضة فإن الصمت من ذهب" وأعتقد أن هذه المقولة لا يتحلى بها إلا الحكماء والعقلاء من أبناء الوسط الرياضي، فندائي لكل من يستعجل النتائج أن يتريث قليلاً حتى لا يندم في وقت لا ينفع فيه الندم، ليس من حق أي شخص أن يتصرف بما يراه إذا كان مسؤولا عن عمل شعبي جارف يخص شباب الوطن، لذا فمن الطبيعي أن ترى سقوط معظم الأساطير والمشاهير في فخ الإعلام المثير للجدل. مقتطفات الجولة السابعة تغريدات الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل كان لها بالغ الأثر في نفوس الرياضيين واللاعبين وكذلك الجماهير. تجاهلت معظم فرق دوري عبد اللطيف جميل أخطاء المدربين واللاعبين وبدأت تبحث عن أخطاء خارج المستطيل الأخضر، لكيلا تتحمل الإدارات المسؤولية أمام الجماهير. قدم نادي التعاون مباراة جميلة ومثيرة أمام الهلال رغم أن الحظ عانده في إدراك التعادل قبل نهاية المباراة. لم يتذوق فريقا الشعلة والنهضة حلاوة الفوز رغم أننا تخطينا الجولة السابعة من دوري عبد اللطيف جميل، فهل يستطيع أحدهما عمل مفاجأة ممثلة في مباراة الرائد والهلال؟ حصول حارس النصر عبد الله العنزي على جائزة أفضل لاعب في الشهر هي إنصاف جميل لما يقدمه العنزي من بداية الموسم.
مشاركة :