قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أول رائد فضاء عربي رئيس هيئة الفضاء السعودية، إنه عندما التقى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في عام 1988 بعد عودته من الفضاء، لمس حرص المغفور له على معرفة علوم الفضاء، وأن تكون دولة الإمارات مساهمةً في هذا المجال، من خلال أسئلته عن أدق التفاصيل في رحلة الفضاء، مؤكداً أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان كان يتمتع برؤية مستقبلية وفكر وحكمة بعيدة الأفق، وكان لقاؤه يبعث في النفس الفخر. جاء ذلك خلال كلمة الأمير سلطان بن سلمان، التي ألقاها في جلسة «طموحات لا حدود لها.. قصص من الفضاء» في المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم حالياً، في فيستيفال سيتي بدبي، ويختتم فعالياته يوم السبت المقبل. وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: «رأيت حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على معرفة أدق تفاصيل رحلتي إلى الفضاء، ما دعاني إلى ممازحته بالقول: يبدو أن سموّك ترغب في أن تكون رائد فضاء». وتابع: «السعودية والإمارات، وطن واحد، تجمعهما علاقات تاريخية وروابط وثيقة، وتعاون بناء، ومحبة متبادلة، وأن النهج واحد، والتطلعات راسخة وثابتة ومشتركة في مختلف المجالات، ويشكل اكتشاف الفضاء عنصراً مهماً ومشتركاً ودافعاً لنا للعمل سوياً بتناغم تام لما فيه خير وتقدم بلدينا والبشرية جمعاء»، لافتاً إلى أن قطاع الفضاء من المجالات الحيوية، التي تلقى اهتماماً متنامياً في كلا البلدين، وثمة رؤية مشتركة بهذا الخصوص، ونتطلع قريباً إلى توقيع اتفاقية بين السعودية والإمارات في هذا المجال، وأن تكون هناك أيضاً رحلة مشتركة إلى الفضاء». من جانبه، أكد وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، أن مجال الفضاء ركيزة أساسية في المهرجان وفعالياته وجدول أعماله، باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية والمهمة في مجال الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، إذ يتميز قطاع الفضاء بكونه نقطة انطلاق العديد من الابتكارات والتكنولوجيا التي تسهل حياتنا اليومية، فهذه التقنيات نشأت وعملت البشرية على تطويرها لأغراض فضائية في الأساس، ومن ثم جرى تخصيصها للاستفادة منها في العديد من المجالات الحياتية، وهذا يعني أن علينا مواصلة البحث والتطوير في هذا المجال بالاعتماد على أبنائنا الطلبة الذين لطالما جذبتهم هذه المجالات العلمية الشيقة وتميزوا فيها، لأنه سيضمن لنا ولدولتنا الحبيبة ولأجيالنا مستقبل مشرقٌ ومميز». وأشار إلى أن جامعات الدولة تمتلك الإمكانات والبرامج التعليمية في مختلف التخصصات ذات الصلة بقطاع الفضاء، كما تمتلك نخبة من الأساتذة والمتخصصين القادرين على تأهيل الطلبة وإمدادهم بمختلف العلوم والمهارات اللازمة لتطوير آليات وتكنولوجيا الفضاء في المستقبل، وذلك لبناء جيل جديد من مستكشفي الفضاء القادرين على استكمال تجربة الفضاء الإماراتية بكل عناصرها، بدءاً من إعداد المعادلات الرياضية، وانتهاءًَ بنجاح نزول الإنسان على سطح كوكب المريخ، بعد أقل من 100 عام من الآن. ودعا الشباب وكل من لديه شغف العمل في مجال الفضاء، الى أن «يعدّوا أنفسهم من الآن لخوض التحدي، فلدينا مشروعات تُجاري بطموحاتها أهم نظيراتها العالمية، مشروع لاستكشاف المريخ مع مسبار الأمل الذي سينطلق في مهمته هذا العام بإذن الله، وآخر لبناء مستوطنة على الكوكب الأحمر بحلول عام 2117 انطلاقاً من تطوير أبحاث هذه المهمة العلمية على كوكب الأرض في مدينة المريخ العلمية، ولكل واحد فيكم بيننا ممن شاركونا هذه الطموحات مكانٌ ودورٌ مهم لأن يلعبه ويؤديه لتخلد دولتنا المزيد من الإنجازات، فكلمة المستحيل لا مكان لها في قاموس دولة الإمارات». وتحدّث أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، عن طموحه القديم بأن يكون رائد فضاء، قائلاً: «نظمت لنا الكلية جلسة للتدريب على أساليب التحدث في المؤتمرات، وطُلب من كل طالب أن يتحدث عن مجال الطيران، ولكنني تحدثت عن المكوك، بدافع أنني كنت أرغب في أن أصبح رائد فضاء، ولكن حديثي قوبل بسخرية من بعض زملائي الحاضرين، واليوم أقول لهم بكل فخر: أنا اليوم رائد فضاء». 200 موظف مواطن أكّد مساعد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للشؤون العلمية والتقنية، مدير برنامج رواد الفضاء، المهندس سالم المري، أن طموح القيادة وإصرارها أسهم في وضع اللبنات الأساسية للقطاع الفضائي في الدولة، مبيناً أن لدى المركز 200 موظف مواطن يعملون فيه، ومتوسط أعمارهم 27 عاماً، وبلغت نسبة التوطين 100٪، و50٪ من الموظفين من الإناث. وأوضح أن «اللبنة الأولى للمركز تمثلت في مشاركته في بناء قمر فضائي وتم إطلاقه بالفعل في 2009 باسم (دبي سات1)، وعمل المركز أيضاً على تصميم (دبي سات 2)، وازدادت أعداد المهندسين في المركز بحسب خططنا للتوسع في هذا المجال وعملنا تالياً على بناء قمر (خليفة سات)، وتم إطلاقه، وكان بجهود مواطنة بنسبة 100%»، مضيفاً «بعد أن فرغنا من إطلاق الأقمار الفضائية طورنا طموحاتنا وعملنا على تصميم رحلات فضائية مأهولة من خلال برنامج رواد الفضاء التابع للمركز، وكانت البداية برحلة هزاع المنصوري، ويستمر المركز بتطوير إمكاناته لمواصلة هذه الرحلات عبر تأهيل رواد فضاء إماراتيين للرحلات المقبلة». قطاع الفضاء من المجالات الحيوية، ويلقى اهتماماً متنامياً في الإمارات والسعودية. الدكتور أحمد الفلاسي: «جامعات الدولة تمتلك برامج تعليمية في مختلف تخصصات قطاع الفضاء».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :