قررت السلطات الجزائرية إنهاء الوضع غير القانوني للصحافة الإلكترونية، وتسوية مشاكلها ليتم الاعتراف بها والتعامل معها أسوة بوسائل الإعلام التقليدية الأخرى في البلاد، بعد أعوام من معاناة العاملين في هذا القطاع. وقال التلفزيون الرسمي الجزائري، الثلاثاء، إن عبدالمجيد تبون أمر رئيس حكومته عبدالعزيز جراد، بالإسراع في تسوية الأوضاع القانونية للصحف النشطة بالميدان. وأكد التلفزيون الحكومي أن “هذه الوسائل الإعلامية ستعامل كما تعامل الصحافة الوطنية المكتوبة في تغطية النشاطات الوطنية والرسمية”. وبموجب هذه التعليمات سوف تتمتع الصحف الإلكترونية بنفس الحقوق التي تتمتع بها الصحف ووسائل الإعلام الأخرى في تغطية الأحداث الرسمية على المستوى الوطني، وتستفيد أيضا من الإعلانات العامة. وشهد القطاع الإعلامي في الجزائر ثورة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة مع انتشار المواقع الإخبارية على الإنترنت، لكنها بقيت تبحث عن المكانة والاعتراف، من قبل السلطات باعتبارها وسائل إعلام كاملة. حيث اشتكى ناشرو الصحافة الإلكترونية مرارا من عدم وجود إطار قانوني يحكم هذا النشاط. ويؤكد صحافيون أن المواقع الإلكترونية تعتبر منذ 2016 الوسيلة الأولى التي يستخدمها الجزائريون للحصول على المعلومة. ومع ذلك، فالإعلاميون العاملون في الصحف الإلكترونية لا تعترف بهم السلطات كصحافيين ولا يحصلون على بطاقة الصحافي المهني التي تمكنهم من أداء مهمتهم الإعلامية. واكتفى قانون الإعلام لعام 2012 في بعض مواده بتحديد مفهوم الصحافة الإلكترونية، حيث ذكر بأن المقصود بها هو خدمة اتصال مكتوب عبر الإنترنت موجهة للجمهور أو فئة منه، وينشر بصفة مهنية من قبل شخص طبيعي أو معنوي يخضع للقانون الجزائري، ويتحكم في محتواها الافتتاحي. كما نص القانون أن نشاط الصحافة المكتوبة عبر الإنترنت يتمثل في إنتاج مضمون أصلي موجه إلى الصالح العام، ويجدد بصفة منتظمة ويتكون من أخبار لها صلة بالأحداث وتكون موضوع معالجة ذات طابع صحافي. مشيرا إلى أن المطبوعات الورقية لا تدخل ضمن هذا الصنف عندما تكون النسخة عبر الإنترنت والنسخة الأصلية متطابقتين. ويقول متابعون إن قانون الإعلام لعام 2012 تطرق في بعض مواده للصحافة الإلكترونية، غير أنه بقي دون الطموحات كونه اكتفى بالعموميات والمفاهيم ولم يتطرق إلى التفاصيل التي من شأنها ضبط المهنة وحمايتها وترقيتها، كما أنه لم يتم إصدار نصوص تطبيقية لهذا القانون. وأضافوا أن العاملين في قطاع الإعلام الرقمي ينتظرون الإعلان عن تفاصيل التعليمات الجديدة الخاصة بالصحافة الإلكترونية، وستكون هذه التفاصيل هي الاختبار الحقيقي لنجاح السلطات في تنظيم القطاع. وسيتولى وزير الإعلام الجزائري عمار بلحيمر، موافاة الحكومة بالوضعية الشاملة للمشهد الإعلامي
مشاركة :