بتنظيم من فضاء مشق للفنون، وتحت رعاية سفارة الولايات المتحدة الأميركية، افتتح في بيت السلمانية للثقافة والفنون بالعاصمة البحرينية المنامة المعرض التشكيلي الجماعي “مجاورة”. معرض يأتي ضمن مبادرة “مجاورة” الفنية الإرشادية التي يجتمع خلالها الفنانون الموهوبون بمعية فنانين محترفين تحت سقف واحد، بهدف تبادل التجارب، ونقل المعارف والخبرات في ما بينهم. أسئلة حارقة أعربت القائمة على أعمال السفارة الأميركية بالبحرين مارغريت ناردي عن إعجابها بالمبادرة، وقالت في كلمة ألقتها في الافتتاح “في الوقت الذي قضيته هنا، وجدت أن البحرينيين شعب مبدع وفني بشكل مذهل، حيث يدمجون بين التأثيرات الثقافية العديدة التي تعرفوا عليها من خلال التجارة على مرّ قرون من الزمان”. اشتمل المعرض على 27 عملا امتلك بعضها القدرة على طرق مناطق جريئة، وتناولت قضايا متنوعة عكست مخاوف الشباب وقلقهم وتطلعاتهم حيال الحروب وآثارها على الأطفال، بالإضافة إلى اهتمام بعض التجارب بسؤال الهوية وإشكالاتها حيال الأبناء والدين والثقافة، مرتكزة على خلفيات ثقافية ذات عرقيات مختلفة المنابت والأفكار، ومتنوعة الهموم والهواجس. وفي سؤال من “العرب” للفنان البحريني علي البزاز المشرف العام على المبادرة عن تاريخها وأهدافها، قال “انطلقت فكرة “مجاورة” من الحاجة إلى برامج تعليمية وتدريبية تسدّ النقص في الساحة الفنية في هذا الجانب، وتمدّ الفنانين الشباب والهواة بما يحتاجونه من ورش أساسية وجلسات وحوارات تساهم في صقل مهاراتهم، وتعميق فهمهم للعمل الفني، وخلق جسر بينهم وبين الفنانين المحترفين والمتخصّصين، كما تعمل على تزويدهم بالآليات الصحيحة للدخول في سوق الفن وتقديم أنفسهم بشكل مهني”. استغرق البرنامج قرابة العام، حضر المشاركون خلالها في مجموعة ورش فنية، من بينها: ورشة بعنوان “تاريخ الفن” مع جميلة السعدون، وورشة “الألوان” مع الفنان محمود حيدر، وورشة عن “أسس التصميم” مع الفنان جابر حسن، وورشة بعنوان “الفن في الفراغ (التركيب)” مع الفنان علي حسين، وورشة “رسم الشخوص” مع الفنان ناجي سوار، ومحاضرة “ريادة الفنون” مع صادق جعفر، و”ثيمة الفنان”، و”تنظيم المعارض” مع علي البزاز. ورش فنية عن مشاركته في البرنامج يقول الفنان خالد آل عباس “بدأت الرسم حين كنت في الثالثة من العمر، لم تكن لوحاتي وقتها تتجاوز الخربشات، لكن والديّ شعرا بأن في داخلي موهبة وحبا للفن والرسم، فبدآ في تشجيعي وتوفير الدعم المطلوب. وكنت محظوظا حيث إن المدرسة التي التحقت بها كانت تهتم بتطوير مواهب طلابها، وتم ترشيحي لمركز الموهوبين التابع لوزارة التربية والتعليم البحرينية، وفيه كنت أرسم بإشراف متخصّصين لعدة سنوات تالية، وفي الوقت ذاته كان والداي يلحقاني بالدورات المختلفة في المراكز الفنية، ويحرصان على مرافقتي إلى مختلف المعارض الفنية والمتاحف في البلدان التي نزورها سنويا مثل متحف اللوفر في باريس ورويال غاليري في لندن”. ويتابع “فرصة قبولي في برنامج مجاورة، كانت فرصة ذهبية بالنسبة لي لاستكمال ما بدأته في مشواري مع الفن التشكيلي، فالمحاضرات والجلسات النقاشية والتدريبية التي حضرتها للمختصين والأساتذة المتعاونين مع البرنامج كانت غنية بالمعلومات القيمة لتزويدنا بالآليات الصحيحة لتقديم أنفسنا بشكل مهني في عالم الفن. وفي معرض مجاورة، قدّمت ثلاث لوحات تتناول آلية الحرب والتلوث وتأثيرهما المباشر على الطفولة في العالم. وفي النهاية أشكر فضاء مشق وسفارة الولايات المتحدة الأميركية على إتاحة هذه الفرصة، متمنيا الاستمرار في دعمنا”.
مشاركة :