الشارقة في 5 فبراير/ وام / افتتح سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث أمس فعاليات ملتقى الشارقة للحرف التقليدية في نسخته الثانية عشرة التي تقام في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات لمدة يومين تحت شعار "حرف شارقية" محتفية بالحرف التقليدية في إمارة الشارقة توافقا مع إدراجها مدينة مبدعة في مجال الحرف والفنون الشعبية ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة. ويتضمن الملتقى ثلاثة معارض "معرض الطب الشعبي ومعرض الأبواب والأدوات الموسيقية". حضر الافتتاح سعادة سمير المنصر سفير الجمهورية التونسية لدى الدولة وسعادة خميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى وسعادة سالم علي المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة وسعادة الدكتور راشد خميس النقبي رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان وعدد من مدراء الإدارات ومسؤولي المعهد والمهتمين بمجال التراث والحرف التقليدية وأفراد المجتمع وموظفي حكومة الشارقة. وقال الدكتور عبد العزيز المسلم إن الملتقى يقام مرة كل عامين في ظل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ويحتفي هذا العام بالشارقة وحرفها التقليدية التي أسهمت في تعزيز مكانتها الثقافية المستحقة وحضورها البارز في التراث الإنساني لتكون من أبرز المدن المنضمة إلى شبكة اليونسكو للمدن المبدعة. وأضاف إن الملتقى يهدف إلى حفظ التراث وتعريف الأجيال الجديدة به وتنمية الوعي المجتمعي بأهمية الحرف التراثية ودورها في صون التراث الثقافي والمساهمة في الحفاظ على استدامة الحرف التراثية التقليدية وتعديل مفاهيم السلوك الاجتماعي للنشء في العلاقة مع مفاهيم وأسس الحرف التقليدية والتراثية وتعزيز الاهتمام بالسياحة التراثية. من جانبها قالت خلود الهاجري المنسق العام لملتقى الشارقة للحرف التقليدية.. إن إطلاق ملتقى الشارقة للحرف التقليدية جاء من أجل صون الحرف التراثية وإحيائها ونقلها وحماية مبدعيها وتكريم المشتغلين بها حيث ارتكزت رؤية الملتقى على إثراء الحرف والصناعات التقليدية الإماراتية وعرض التجارب والمشاريع التي تبنتها الإمارات لتوثيق هذه الحرف ودراسة أسس دعم المؤسسات المهتمة بتعليم وإبراز الحرف والصناعات الشعبية ومحاولة إزالة المشكلات التي تعيق استمراريتها. وتضمن اليوم الأول للملتقى جلستين قدمتهما بدرية الحوسني مدير معهد الشارقة للتراث في خورفكان وحملت الأولى عنوان "الحرف التراثية دعامة للمدن المبدعة والمستدامة" وتحدث خلالها المهندس أحمد عباس المطر منسق الأحساء في شبكة اليونسكو للمدن المبدعة وفاطمة المغني مديرة مركز التنمية الاجتماعية بخورفكان. وتطرق المهندس المطر إلى أهداف التنمية المستدامة وعلاقتها بالجانب الثقافي والتراثي.. مقدما تعريفا حول شبكة اليونسكو للمدن المبدعة التي كانت مدينة الأحساء السعودية ثاني المدن العربية المنضمة إليها بعد مدينة أسوان المصرية..مستعرضا مكانة الأحساء في مجال التراث حيث تشكل عمقا حضاريا للخليج العربي وتمتلك حرفا كثيرة وبيئة متنوعة وأسواقا تقليدية وأكبر واحة نخيل في العالم. وتناولت فاطمة المغني جذور إمارة الشارقة الضاربة في التاريخ وحرفها التقليدية التي يتجاوز عددها الـ 350 حرفة معتبرة أن الحرف لم تكن مجرد عمل يدوي لإنتاج الأدوات وبيعها بل كانت أيضا مكانا للإبداع حيث ظهرت في البيوت والورش كثير من الأغنيات والأهازيج والأشعار التي كانت تؤلف وتقال أثناء ممارسة هذه الحرف كما حملت بعض العائلات أسماء الحرف التي امتهنتها في القدم. وحملت الجلسة الثانية عنوان "واقع الحرف التراثية وآفاق صونها" تحدث في جزئها الأول محمد العويفير من هيئة السياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية متناولا رحلة مدينة الأحساء مع الحرف التقليدية ومميزاتها وطرق تسويقها وأهم المبادرات الحكومية الداعمة لها واستعرض الأهمية الاقتصادية والتاريخية والسياحية والاجتماعية لهذه الحرف. وتحدثت في الجزء الثاني الدكتورة بدرية الشامسي حول المخاطر والتحديات التي تهدد الحرف التراثية - حرفة السفافة نموذجا - وتناولت هذه الحرفة وأدواتها ومصطلحاتها ومنتجاتها وأهميتها في الموروث الشعبي من القصص والأمثال والأهازيج. وفي إضافة نوعية إلى الملتقى تتضمن نسخة هذا العام عروضا حية للبيئة الساحلية في إمارة الشارقة بكل ما تحمله هذه البيئات من طابع يعكس الحرف الخاصة بها وعرض المنتجات والأدوات المستخدمة والفنون الشعبية المصاحبة للبيئة حيث يتاح للزوار التعرف على مجموعة من الحرف من بينها "الجلافة" وهي حرفة صناعة السفن والقوارب و"صناعة المالح" و"فلق المحار" كما تعرفوا على صناعة "القراقير" أو أقفاص صيد السمك وصناعة "الليخ" أو شباك الصيد. وتضمن الملتقى عروضا لأبرز الفنون الشعبية من البيئتين الساحلية والبدوية خاصة الفنون البحرية وفن الدان وفن الحربية وفن الربابة والتي تشكل بمجملها نماذج للفنون الشعبية الإماراتية وكان يعتمد بعضها على الأدوات الموسيقية التي تصنع يدويا. وخصص الملتقى ركنا للورش لتعليم الطلبة والصغار بعض الحرف والمهن وتقديم حكايات متعلقة بالحرف وسوقا للمنتجات الحرفية يقام بالتعاون مع دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة ويتم من خلاله مشاركة الأسر المنتجة في بيع منتجاتها. وتقدم موظفات معهد الشارقة للتراث فرع دبا الحصن ركنا للابتكار مخصصا لعرض مجسمات تراثية بطريقة مبتكرة وإدخال التقنية الحديثة لاستخدامها مثل المكيف الصحراوي بالفخار والرحى الأتوماتيكية والثلاجة الفخارية لتبريد الماء وغيرها.
مشاركة :