«بريكست» لا يمسّ «منتخب الأسود الثلاثة»

  • 2/7/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كَثُر الحديث عن الـ«بريكست» وتأثيره على الواقع الأوروبي، لكن ماذا تعني أو فلنقل ما هي دلالة هذه العبارة؟«بريكست» هو التعبير الإعلامي المستخدم في وصف عملية خروج المملكة البريطانية من مجموعة دول الاتحاد الأوروبي، والتي اكتسبت صفة رسمية بعد استفتاء للشعب أبدى 51.9 في المئة منه رغبةً في انفصال البلاد وبالتالي خروجها مما يسمى «منطقة اليورو».واللافت أن هذا المصطلح استُخدم بشكل موسّع قبل حوالي العام من عملية التصويت التي أقيمت في يونيو 2016.كرة القدم تعتبر قطاعاً عضوياً في الاقتصاد الأوروبي، ومن هذا المنطلق، ستتأثر اللعبة بتبعات «الانفصال» في بريطانيا، بيد أنه من الجدير التشديد على أن هذا «الخروج» لن يؤثر على حضور إنكلترا وأسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية التي تتشكل منها «المملكة» في البطولات التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أي أن «منتخب الأسود الثلاثة» تحديداً سيخوض غمار «يورو 2020» خلال الصيف المقبل، فضلاً عن التصفيات القارية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في قطر، والبطولات القارية مستقبلاً.الجدير ذكره أن إسرائيل وتركيا لا تنتميان إلى مجموعة الاتحاد الأوروبي بيد أنهما عضوتان في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ويخوض منتخباهما وأنديتهما المسابقات الرسمية المعتمدة من الأخير.والأمر نفسه ينطبق، في جهة منه، على أستراليا الواقعة في قارة أوقيانيا بيد أنها دخلت عائلة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في العام 2006 ويشارك منتخبها كما أنديتها في مسابقات الأخير.تأثير «بريكست» سيطول الأندية حصراً نظراً إلى ارتباطها بأنظمة العمل والاقتصاد.رؤساء الأندية الإنكليزية والمسؤولون فيها كانوا بالتأكيد ضد الـ«بريكست» وعبّروا عن خشيتهم من توابعها السياسية والاقتصادية، وهم ينتظرون بكثير من القلق ما ستؤول إليه المباحثات المعقدة مع مسؤولي «منطقة اليورو»، تمهيداً لـ«خروج ناعم» من الاتحاد الأوروبي، وبقوانين أقل صرامة تتعلق بحركة البضائع والأشخاص من وإلى بريطانيا.ولا بد من الحديث هنا عن «قانون بوسمان» الصادر في العام 1995 والذي تطرق إلى نقطتين مهمتين، الأولى تتمثل في تمكين اللاعبين من التفاوض مع أي نادٍ أرادوه قبل ستة أشهر من انتهاء عقودهم ومن دون الرجوع إلى النادي الذين يلعبون له، والثانية، وهي الأهم هنا، تتمثل في تغيير مفهوم اللاعبين الأجانب في الكرة الأوروبية، إذ ان هؤلاء المنتمين الى الاتحاد الأوروبي يستطيعون اللعب في أي فريق أوروبي يكون منتمياً بدوره للاتحاد الأوروبي دون أن يُعتبروا من الأجانب، فيما جرى تحديد عدد اللاعبين غير الأوروبيين في كل فريق بأربعة. خروج بريطانيا من مجموعة الدول الأوروبية يعني توقّف تطبيق النقطة الثانية من «قانون بوسمان» عليها، وهو الأمر الذي سيؤثر بالتأكيد على الأندية الإنكليزية التي تعتبر الأكثر بذخاً على ضم النجوم من خارج المملكة، وهي ستواجه مشاكل عدة، بينها مسألة «هجرة الأشخاص» إلى بريطانيا، وبالتالي لن يكون التعاطي في سوق الانتقالات ميسّراً كما كان عليه في السابق، وخصوصاً مع لاعبين قادمين من دول كفرنسا وألمانيا وإسبانيا والذين سيجري التعاطي معهم كما هؤلاء القادمين من خارج «القارة العجوز»، مع ما يستلزمه ذلك من توافر شروط مفروضة على اللاعبين القادمين من أفريقيا وآسيا والأميركتين، وأبرزها الحصول على تصريح عمل داخل المملكة كموظفين وليس كمحترفين.ويعد تصريح العمل في الأساس الوثيقة الرسمية من إدارة الدولة أو الجهة المسؤولة فيها. وفي بريطانيا، تلك الجهة هي وزارة الداخلية التي تمنح الإذن للفرد في العمل داخل أي بلد من بلاد المملكة المتحدة. وفي ما يتعلق بكرة القدم، فإن هناك نظاماً متبعاً لتحديد قدرة الفرد في الحصول على التصريح وهو قائم على عدد معيّن من النقاط.وتعد المشاركة مع المنتخب الوطني أحد أهم العوامل في تحديد قدرة اللاعب في الحصول على تصريح العمل، ولكل جنسية نسبة معينة لا بد من حسابها على آخر سنتين. ومن ضمن المعايير التي تؤخذ في الاعتبار أيضاً قيمة الانتقال وراتب اللاعب.وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) في 2016، فإن 332 لاعباً في أندية الدرجة الممتازة والأولى في إنكلترا واسكتلندا لن يستوفوا الشروط الموضوعة للاعبين الأجانب راهناً.أما في ما يخص الشباب، فالأمر أكثر صعوبة من وضع المحترفين، حيث ستجد الأندية البريطانية صعوبة في استقدام من هم أصغر من 18 عاماً.معلوم أن لوائح الاتحاد الدولي (فيفا) تسعى في روحيتها إلى حماية القاصرين ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، في حال انتقالهم إلى أندية الاتحاد الأوروبي، بيد أن حتى انتقال هؤلاء لن يكون ممكناً إلى أندية المملكة المتحدة بعد «الخروج» من نطاق الاتحاد الأوروبي.وما ينطبق على اللاعبين ينطبق على المدربين الأجانب أو من تعود أصولهم إلى دول من خارج المملكة.وهنا تطرح علامة استفهام كبيرة حول التأثير السلبي الذي سيخلفه غياب المدربين الأجانب عن أندية الدوري الممتاز تحديداً، مع التسليم بأن هؤلاء أثْروا المسابقة من خلال فرض مدارس متعددة، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على البطولة ككل.ولا يمكن إغفال الجانب المالي من «بريكست»، حيث ينتظر انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني أمام الـ«يورو»، الأمر الذي سيُفقد الأندية الإنكليزية قوتها المالية في الأسواق، وبالتالي لن تتمكن مستقبلاً من مقارعة أندية إسبانيا وإيطاليا وألمانيا مثلاً على جبهة «سوق الانتقالات»، الأمر الذي سيضعفها في الاستحقاقات القارية، وتحديداً في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).ويرى المتشائمون من «بريكست» بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيخلق هوّة واسعة بين أندية إنكلترا وأترابها في «القارة العجوز»، وصولاً إلى حالة من عدم المساواة.معلوم أنّ الدوري الممتاز، الذي أبصر النور بحلته الجديدة في العام 1992، فرض نفسه الجاذب الأول لأفضل اللاعبين حول العالم بالاستناد إلى عوامل عدة أبرزها العوائد الناتجة عن البث التلفزيوني.ومهما يكن من أمر، فإن ثمة مَنْ يرى إيجابية في «بريكست»، تحديداً في ما يتعلق بخطط الاتحاد الانكليزي للحد من سطوة «العنصر الأجنبي» على الفرق المكوَّنة من 25 لاعباً، ليصبح عدد غير المواطنين 12 بدلاً من 17، الأمر الذي يفسح المجال أمام اللاعبين الإنكليز صغار السن للمشاركة في المباريات والبروز بعدما ندر حضورهم في السنوات الأخيرة. هذا الواقع سينعكس إيجاباً على المنتخب الإنكليزي الذي سيكون المستفيد الأكبر.ثمة أسئلة أخرى تحيط بـ«بريكست»، بينها مصير اللاعبين البريطانيين الذين ينشطون خارج المملكة.مهما يكن من أمر، فإن التغيير سيصيب كرة القدم الإنكليزية في حال لم يجد القيّمون عليها آليات للحفاظ على الموقع الرائد الذي تحتله، وصرفت الكثير من الجهد لاعتلائه. سؤال بريء دائماً ما تكون تصريحات المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو نارية ومثيرة للجدل، بيد أنها تبقى في إطار المنطقية، بغض النظر عن طريقته في الإدلاء بها.لقد حصد مورينيو الكثير من الألقاب أينما حلّ وارتحل، بيد أن ثمة من يقيم مقارنات بين ما حققه المدرب البرتغالي وما تحقق على يد غيره، لذا كان على «ذا سبيسشال ون» أن يرد قائلاً: «فزت بدوري أبطال أوروبا مع بورتو (البرتغالي العام 2004) ومع إنتر ميلان (الإيطالي في 2010). لو بقيت في الفريق نفسه، في الموسم التالي على التتويج الأوروبي، لكنت خضت مباراتَي كأس سوبر أوروبية وكأسَي عالم للأندية وكأسَي سوبر محلية، وعندها كان رصيدي ليرتفع من الألقاب إلى 31 في المجمل. يبدو أنني لا أكترث كثيراً بالأرقام».تصريح منطقي يفرض سؤالاً بريئاً: أليس مورينيو «المجنون» على حق في هذا الجانب؟ قال «رأيت الجميع. سيب ماير، أوليفر كانّ، والآن مانويل نوير. لديّ احترام كبير لسيب وكانّ. كانا من طراز عالمي بلا أدنى شك. لكن ما فعله نوير كان شيئاً مختلفاً عن الجميع. نقل حراسة المرمى إلى مستوى جديد. مانو هو أفضل حارس مرمى في العالم على الإطلاق».- كارل هاينتس رومينيغه، الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونيخ الألماني. حقائق يخوض لاتسيو موسماً استثنائياً، ما جعله يهدد زعامة يوفنتوس على الدوري الإيطالي لكرة القدم.لاتسيو يشغل المركز الثالث بـ50 نقطة، متخلّفاً بنقطة عن إنتر ميلان، و4 نقاط عن يوفنتوس، وهو صاحب أفضل خط هجوم (52 هدفاً).الأداء الذي يقدمه أدى الى ارتفاع جنوني في أسعار لاعبيه.فقد اشترى الصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش بـ15 مليون يورو، بينما يبلغ سعره، اليوم، 100 مليون. ضمّ تشيرو إيموبيلي بـ9.5 ملايين فارتفع ثمنه إلى 80 مليوناً.الإسباني لويس ألبيرتو روميرو وصل بـ4 ملايين وهو يساوي، اليوم، 80 مليوناً.الأرجنتيني خواكين كوريا انضم إلى «كتيبة سيموني» بـ19 مليوناً، ويبلغ سعره، راهناً، 70 مليوناً.الحارس الألباني توماس ستراكوشا وصل من دون مقابل بعقد انتقال حر، ويبلغ سعره حالياً 30 مليوناً.البرازيلي لويس فيليبي حصل عليه لاتسوي بـ800 ألف يورو، وبات يساوي، اليوم، 20 مليوناً.  230 هو القيمة بملايين الجنيهات الإسترلينية التي صرفتها أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم مجتمعةً، خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، لتحتل بذلك المركز الأول بين البطولات الأوروبية الخمس الكبرى على هذا الصعيد، متقدمةً على الدوري الإيطالي (180 مليوناً) الذي جاء ثانياً، أمام كل من الدوري الألماني الثالث (165 مليوناً) والدوري الإسباني الرابع (110 ملايين) والدوري الفرنسي الخامس (100 مليون).

مشاركة :