دعت تركيا روسيا، اليوم (الخميس)، إلى التحرك لوقف هجوم قوات النظام السوري في محافظة إدلب، آخر معاقل التنظيمات المتطرفة والفصائل المعارضة، بعد اندلاع مواجهات دامية هذا الأسبوع. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، للصحافيين في باكو عاصمة أذربيجان: «نتوقع من روسيا أن توقف النظام (السوري) في أسرع وقت ممكن». وتدعم تركيا مقاتلي فصائل المعارضة، بينما تدعم روسيا النظام في النزاع السوري، إلا أنهما عملتا على التوصل إلى حلول سياسية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وقوض تجدد هجوم قوات النظام السوري اتفاقات السلام الحالية، وأدى إلى اشتباكات دامية بين القوات التركية والسورية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 جندياً الاثنين. وقال أوغلو إن تركيا وروسيا تنسقان بشكل وثيق بعد الاشتباكات، مضيفاً أن وفداً من روسيا سيزور تركيا لإجراء مزيد من المحادثات. ولاحقاً، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن أنقرة تتوقع وضع خريطة طريق للمستقبل خلال زيارة الوفد، لكنه لم يكشف مزيداً من التفاصيل، وأضاف: «هدفنا على الأرض في إدلب ليس روسيا»، وتابع: «من الذي شن الهجمات هناك؟ إنه النظام. من الذي هاجم جنودنا؟ إنه النظام... الذي تعرض لمواقع المراقبة التابعة لنا». وأشار إلى أن إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يلتقيا «إذا لزم الأمر»، وأضاف: «يجب أن نواصل العمل مع روسيا. إذا كنا سنحل المشكلات هناك، فسنحلها معاً». وأجرت تركيا مع روسيا وحليف دمشق إيران محادثات معاً كجزء من عملية آستانة التي بدأت عام 2017 في العاصمة الكازاخستانية قبل إعادة تسميتها نور سلطان. وأشار كالين إلى احتمال عقد اجتماع في مارس (آذار) ضمن عملية آستانة. وصرح للصحافيين في أنقرة أنه ستكون هناك «عواقب وخيمة على كل خطأ ارتكب بعد هذا. لقد أبلغنا نظراءنا الروس ذلك». ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، تُصعّد قوات النظام بدعم روسي حملتها على مناطق في إدلب وجوارها تؤوي أكثر من 3 ملايين شخص، نصفهم نازحون من محافظات أخرى، وتسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وحلفاؤها. كما تنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً. وتطوق قوات سورية نقطتي المراقبة التركيتين في مورك والصرمان، جنوب شرقي مدينة إدلب، وقامت القوات التركية في نقطة أخرى في سراقب بقصف القوات السورية الأربعاء لمنع تطويقها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولم تعلق تركيا على الاشتباكات في سراقب، إلا أن أوغلو قال إن ان أنقرة لن تسمح بأن تكرر القوات السورية «عدوانها». وأضاف: «طبعاً هناك حدود لصبرنا. بعد أن سقط لنا 8 شهداء، قمنا بالرد. وإذا واصل النظام عدوانه، لن نتوقف».
مشاركة :