واصل الجيش السوري تقدمه داخل مدينة إدلب التي تعد معقلا مهما لفصائل سورية مدعومة من تركيا، التي تخشى فقدان نفوذها في تلك المناطق. وتسابق تركيا الزمن من أجل التحرك لوقف هجوم الجيش السوري في محافظة إدلب، وقال وزير خارجيتها مولود تشاوش أوغلو إن بلاده "تتوقع من روسيا أن توقف النظام في أسرع وقت ممكن". وتدعم تركيا المقاتلين بينما تدعم روسيا النظام في النزاع السوري، إلا أنهما عملتا على التوصل إلى حلول سياسية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، ورغم ذلك بدت الخلافات أصعب هذه المرة على الحل. وتعرض الجيش السوري لقصف مدفعية تركية أثناء محاولة السيطرة على بلدة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غرب سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية اشتبكت مع مقاتلين أثناء محاولة السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب. وذكر أن القوات الحكومية المدعومة بضربات جوية حاصرت ودخلت سراقب، التي تبعد 15 كيلومترا شرقي مدينة إدلب، الأربعاء. ويحاصر الجيش السوري، بحسب المرصد، ثلاث نقاط مراقبة تركية على الأقل من أصل 12 تنتشر في منطقة إدلب. وأدى التقدم السريع نحو مدينة إدلب لموجة نزوح جديدة شملت آلاف المدنيين نحو الحدود مع تركيا التي تدعم بعض الجماعات التي تقاتل الأسد. وكشف المرصد أن مقاتلي المعارضة نجحوا في التصدي للجيش السوري وإبعاده من معظم أنحاء سراقب في هجوم من الجانب الشمالي بالمدينة تزامن مع قصف تركي للقوات السورية. وأرسلت تركيا ليلاً تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة وفق المرصد، ندّدت بها دمشق. وقال شهود إن قوات الأسد تعرضت لقصف من مواقع المراقبة التركية في المنطقة. ومع دخولها سراقب، أوشك الجيش السوري على السيطرة على كامل الطريق الدولي الذي يعرف باسم "أم فايف"، ويربط محافظة حلب شمالا بالعاصمة جنوبا. وتكمن أهمية سراقب في كونها تشكل نقطة التقاء بين هذا الطريق وطريق آخر يعرف باسم "أم فور" يربط محافظة اللاذقية الساحلية بإدلب. ومع تجدد القتال على الرغم من إبرام اتفاق وقف إطلاق نار بين تركيا وروسيا اللتين تدعم كل منهما أحد أطراف الحرب السورية، طالب الاتحاد الأوروبي الخميس بوقف القصف الذي يشنه الجيش السوري على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وبامكانية دخول المساعدات الانسانية اليها. وكتب وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في بيان أن "القصف والهجمات الاخرى ضد المدنيين في شمال غرب سوريا يجب أن تتوقف. الاتحاد الأوروبي يطالب كل أطراف النزاع بالسماح بوصول المساعدات الانسانية بدون عراقيل الى الاشخاص الذين يحتاجون مساعدة". وتقع المدينة عند تقاطع طريقين رئيسيين يسعى الرئيس بشار الأسد للسيطرة عليهما بالكامل ضمن حملة لاستعادة محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة في الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو تسعة أعوام. وتهدد المعارك الدموية التي دارت بين الجيش التركي وقوات الأسد بوضع حد لـ"شهر العسل" بين تركيا وروسيا الداعمة لدمشق، ولو أنه يتوقع أن تتجنب الدولتان الوصول إلى حالة الطلاق. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا توجد حاليا خطط لاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لتهدئة التوتر في إدلب، لكن من الممكن ترتيب مثل هذا الاجتماع سريعا إذا لزم الأمر. وبينما وجّه إردوغان إنذاره إلى دمشق، فإنّه حثّ روسيا على بذل المزيد من الجهود للجم النظام السوري، كما حذّر الأربعاء من أنّ أنقرة ستردّ على أي اعتداء جديد من دون تنبيه موسكو. وتسارعت وتيرة العنف في إدلب في الشهور الأخيرة برغم المساعي العديدة لوقف إطلاق النار، والتي كان أحدثها في يناير. وتسبب العنف في نزوح مئات الآلاف من السكان.
مشاركة :