قام الفنان المصري أسامة السروي بنحت تمثال لراقصة الباليه الروسية الراحلة، آنا بافلوفا، بهدف نصبه أمام معهد الباليه المصري في أكاديمية الفنون المصرية. وآنا بافلوفا راقصة باليه روسية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبدايات القرن العشرين. وتُعتبر واحدة من أرقى راقصات الباليه الكلاسيكي في التاريخ وكانت معروفة بكونها فنانة رئيسة لباليه الإمبراطورية الروسية وعروض الباليه الروسية الخاصة بسيرغي دياغيليف. وتشتهر بافلوفا بأدائها لدور البجعة المحتضرة وأصبحت، عن طريق شركتها، راقصة الباليه الأولى التي تقوم بجولة حول العالم. وهذا التمثال الذي سيتم الكشف عنه في الـ19 من فبراير الحالي بالعاصمة المصرية القاهرة هو بادرة جاءت في إطار عام التبادل الثقافي الروسي المصري 2020. ووفقا لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، قال السروي، الذي كان مستشارا ثقافيا سابقا في السفارة المصرية بموسكو، “يأتي هذا العمل في إطار تعميق العلاقات بين مصر وروسيا في العموم، وفي المجال الثقافي على وجه الخصوص، وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات في هذا الإطار على مختلف المستويات وبمشاركة العديد من الوزارات ومن ضمنها وزارة الثقافة” وأضاف “ستكون هناك مشاركة للعديد من الفرق الموسيقية والفنية وغيرها في الدولتين”. وأوضح سبب اختياره لبافلوفا، قائلا إن “هناك تماثيل للعديد من الشخصيات وأعلام الثقافة الروسية في القاهرة، من بينهم المؤلف الموسيقي تشايكوفسكي والكاتب المسرحي تشيخوف والكيميائي ميندلييف والروائي الشهير تولستوي وشخصيات أخرى كثيرة، وقد قمت بصنع معظمها كنحات، وكانت تغيب شخصية المرأة عن هذه الشخصيات”. وتابع أن “المرأة الروسية طالما كانت شخصية عامة ومبدعة، وكانت أيضا شخصية ثقافية هامة وهناك الكثير من أعلام الثقافة الروسية من النساء، لذلك كان من الضروري إقامة تمثال للمرأة الروسية، وهو سيكون أول تمثال لامرأة روسية على أرض مصر”. وكشف بأنه يقوم بالعمل على نحت تماثيل لشخصيات روسية أخرى، منها تمثال للأديب ميخائيل شولوخوف صاحب رواية “الدون الهادئ”، أحد الكتاب الحائزين على جائزة نوبل للأدب عام 1946، مشيرا إلى أن هناك نسختين من التمثال إحداهما ستوضع في مكتبة الإسكندرية، والنسخة الثانية ستكون هدية للمركز الثقافي الروسي في الإسكندرية. وينكبّ النحات المصري خلال العام الحالي على إنجاز العديد من الأنشطة والفعاليات، وفق قوله، منها تمثال للعالم المصري أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، وسيتم الإعلان عنه في جامعة مدينة أوليانوفسك الروسية، ضمن مؤتمر صحافي في يونيو المقبل، ولفت إلى أن “التمثال موجود هناك بالفعل وتحديدا في قاعة التماثيل البرونزية وسيتم الكشف عنه في وقت قريب”. وقال السروي إنه “تم الإعلان عن تمثال قمت بنحته للأديب نجيب محفوظ في معهد الفنون في تشليابنسك، وكان ذلك في نهاية ديسمبر الماضي، ضمن فعاليات النشاط الثقافي لعام العلاقات الروسية المصرية”. وشدد على حبه للفن الروسي قائلا “قررت أن أقدم الفن التشكيلي للقراء العرب، فنحن نعرف أدباء وموسيقيي روسيا، لكن لا نعرف شيئا عن الفن التشكيلي فيها.. للأسف الجمهور العربي لا يعرف شيئا البتة عن الفنانين الروس”.
مشاركة :