دبي في 6 فبراير / وام / أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة "كلمات" أن صناعة النشر من أهم القطاعات التي تسهم في إنقاذ الشعوب وتعزز من ارتباطهم بجذورهم وثقافتهم بالإضافة إلى قدرتها على تجسير العلاقات بين الشعوب المختلفة من خلال الفرص التي تتيحها لإطلاق العنان لأصواتهم إلى جانب ما تقدمه من ابتكار وإبداع يسهم في نمو وازدهار المجتمعات. وأشادت نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين - في كلمتها الافتتاحية اليوم لأعمال يوم النشر في فعاليات "مهرجان طيران الإمارات للآداب" - بجميع العاملين في مجال النشر الذين يحملون عبئا كبيرا على كاهلهم .. موضحة أنهم يعملون بجهد كبير لنقل المعارف إلى شعوب العالم بما يسهم في تقريب الثقافات المختلفة وتعريفها على بعضها البعض وتعزز لغة الحوار الحضارية التي يسودها الفكر والثقافة. وانطلقت الجلسة الحوارية التي نظمتها جمعية الناشرين الإماراتيين بعنوان "تتبع الكتب: الخطوة الكبيرة القادمة للناشرين العرب" بمشاركة كل من إليزابيث بالهول الرئيسة التنفيذية وعضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للآداب وإيمان بن شيبة نائب رئيس مجلس الإدارة في جمعية الناشرين الإماراتيين والمؤسس والرئيس التنفيذي ورئيس تحرير مجلة سيل والناشر والكاتب جمال الشحي مؤسس دار كتاب للنشر. وشهدت الجلسة حضور كل من علي بن حاتم رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين وراشد الكوس المدير التنفيذي للجمعية وعبد الله الكعبي عضو مجلس إدارة الجمعية وأحلام البلوكي مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب وعدد من الناشرين والمختصين في قطاع النشر. وثمن المشاركون دور الشيخة بدوربنت سلطان القاسمي في دعم صناعة النشر وبدور جمعية الناشرين الإماراتيين في إثراء تجارب الناشرين من خلال منحهم فرصة المشاركة في المعارض والمحافل الثقافية في مختلف أنحاء العالم. وحول العنوان الذي تحمله الجلسة - بشأن آليات تتبع الكتب - .. استعرضت إيزابيل أبو الهـول التجربة البريطانية في مجال النشر، .. موضحة أنها ركزت في مرحلة من المراحل على الأقراص المدمجة التي كانت تعتبر مكلفة ماديا ما يعني أن الحصول على المعرفة كان باهظ الثمن، حتى تغير التوجه نحو الناشر مباشرة مما أدى إلى ازدهار حركة البيع والنشر . وشددت بالهول على أن تتبع بيع الكتب يتطلب وجود بيانات دقيقة، تسهم في معرفة توجهات الأسواق العالمية ومؤشراتها من خلال الاطلاع على رغبات وتطلعات القراء مما يتطلب جهود جميع الجهات العاملة في قطاع النشر والمعنية بتطوير هذه الصناعة. وبدورها استعرضت إيمان بن شيبة تجربتها في التعامل مع بيع الكتب وتتبعها من خلال برامج وتطبيقات تقنية توضح مسارات الكتب وتعطي بيانات دقيقة للأعداد التي تنفد من المؤلفات .. مؤكدة أهمية البيانات للمؤلفين والناشرين على حد السواء لا سيما في تتبعها عند طرحها في معارض الكتب التي تعتبر خارطة حقيقة لمعرفة مساراتها. وأضحت أن الكثير من دور النشر المحلية تركز على السوق المحلي نظرا لبعض الصعوبات التي تواجهها في الوصول إلى مناطق عدة في الشرق الأوسط مما يجعل من توفير البيانات ضرورة لتوسيع حركة النشر والبيع خارج حدود الدولة . من جهته دعا جمال الشحي الناشرين إلى اعتماد التكنولوجيا لتعزيز حركة النشر والبيع وتتبعها وذلك من خلال كبريات الشركات في هذا المجال كشركة أمازون وجمالون باعتبارها منصات قادرة على توفير البيانات بدقة .. لافتا إلى أن توافر البيانات خارج الدولة ممكن ولكن يواجه بعض التحديات في حين أن توفيرها داخل الدولة أسهل وأسرع بكثير. ووصف الشحي قطاع النشر بساحة الفرص التي تحتاج إلى التنظيم ومواصلة الدعم والتطوير .. مستعرضا في سياق الحديث التجربة المصرية التي أخذت تشهد ازدهارا كبيرا خلال السنوات الماضية بالإضافة إلى التجربة الإماراتية التي حققت قفزات نوعية خلال سنوات قليلة ودعمتها معارض الكتب التي تنظمها الدولة لا سيما معرض الشارقة الدولي للكتاب. الجدير بالذكر أن "مهرجان طيران الإمارات للآداب" يأتي برعاية "مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب" تحت عنوان "تتبع الكتب: الخطوة الكبيرة القادمة للناشرين العرب".
مشاركة :