الإنسان بطبيعته يحب التميز وأن يرى نفسه مختلفا عن الآخرين، وتسعده امتلاك الأشياء النادرة التي لا مثيل لها وغير موجودة بأيدى غيرة، لذلك نجد هواه إمتلاك الآثار والتحف القديمة ينفقون ملايين الدولارات فى سبيل إقتناء شىء قديم ونادر ليشبع رغبته وإحساسه أنه مختلف عن الآخرين، بالغردقة يشعر أهلها بشىء من هذا الإحساس الجميل، لأنة يوجد فى مدينتهم سيارة من أقدم سيارات العالم مازالت بحالة جيدة ومحركها يدور، كما أن من يمتلكونها من أبناء بلدى من عائلة المرحوم "قاسم حامد أحمد" من قبيلة العبابدة، وهذا ما يجعلهم يشعرون  بالفخر أن فى مدينتهم الغردقة هذه التحفة الثمينة.يقول صلاح سليمان الرشندى أحد مؤرخي البحر الأحمر وأحد أبنائها الأصليين انه كان المرحوم قاسم وأخية عابدين یعملان سائقان بشركة (آبار الزیوت الانجلیزیة المصریة) بالغردقه، وكانا من ضمن طاقم سائقى قطار الغردقة الذى كان يسير بين منطقتى (الدهار والسقالة)، وكانت هوایة عم قاسم كرة القدم وكان یلعب ضمن فریق الغردقة كحارس مرمي، وإشترك في عدة مباریات في دوري شركات مدن المحافظة، ولعب مع فریقه ضد الفریق الانجلیزي.وأضاف الرشندى تحدثت كثير من الصحف عن هذه السيارة أشهرها التحقيق الصحفى الذى كتبته صحيفة الأهرام فى عددها الصادر بتاريخ 15/11/1967 والذى صادف عيد ميلادها الـ42 فى ذلك التوقيت، هذه السيارة النادرة بحالة جيدة وموجودة فى جراج خاص بها بجوار منزل العائلة فى قلب مدينة الغردقة، وكان فضول المارة من الكبار والصغار يجعلهم يختلسون بعض النظرات من فتحات باب الجراج، ويزداد هذا الفضول عند إخراجها من عرينها من حين لآخر فيتجمع الكثير حولها ليشاهدوا هذه التحفة النادرة، وأيضا سماع صوت محركها بعد إدارتة "بالمنفلة" قبل أن يتم إعادتها إلى مكانها، وكان لا يقود هذه السيارة إلا عم قاسم وأخية عابدين، وللسيارة موتور احتياطى بنفس الحجم الصغير يستبدل فى حالة الأعطال، وعلى الرغم من إمكانياتها البسيطة إلا أنها كانت وسيلة النقل الوحيدة فى الغردقة، فكانت تنقل المرضى إلى المستشفى وخصوصا من تلدغهم العقارب التى كانت منتشرة على أطراف المدينة فى ذلك الوقت، وساهمت فى إنشاء بيوت وعشش كثيرة لأهل الغردقة، حيث استخدمت فى نقل الرمل والطفلة البيضاء البديلة عن الأسمنت، وجلب الماء من البحر لاستخدامها في عمليات البناء لندرة المياة العزبة، وكان جزء من عملها شبة منتظم عبارة عن رحلتين، الأولى نقل المواد التموينية من مخازن المحافظة إلى التجار فى منطقة الدهار، والثانية لتلبية إحتياجات منطقة السقالة من المواد التموينية والدقيق والخضار واللحمة وغيرها.وتابع الرشندى  إذا تعطلت... تعطلت معها حركة النقل فى المدينة وكان للسيارة دور فى مساعدة القوات المسلحة فى نقل المعدات والمؤن إلى ميناء الغردقة عندما بدأت القوات المسلحة بإنشاء قاعدة عسكرية على جزيرة شدوان لحماية المدينة من أى عدوان، وظهر دور السيارة جليا فى نقل الذخائر والمؤن عندما هجمت قوة من كتيبة المظلات الإسرائيلية محاولة إحتلال الجزيرة وسميت بحرب شدوان.وكشف الرشندى ان سيارة  عم قاسم هى فى الأصل سيارة ملاكى ولكنة قام بتعديلها بنفسة لتكون نقل وقام بعمل الصندوق الخاص بها من خشب صناديق الصابون لتصبح أول سيارة نقل ماركة فورد فى العالم فى ذلك الوقت، وعلى الرغم من أن السيارة ليس لها علاقة بالمرور إلا أن عم قاسم كان حريصا على إتباع قواعد المرور، وقام بدهان كشافات السيارة باللون الأزرق تنفيذا للتعليمات المرورية آن ذاك، ولم ترتكب بها أى مخالفة مرورية ولم تتعرض لأى حادثة طوال فترة عملها، وكانت مواصفات السياره العجيبة انها  الموديل وسنة الصنع 1924 - ماركة فورد عدد 4 سلندرات –  تدار بالمنفلة نوع الوقود جاز أبيض لها ثلاث بدالات الأول للسير للأمام والثانى للخلف والثالث للتوقف الكالاكس يشبة جرس المنزل يعمل على بطارية جافة الطول متران والعرض متر واحد والصندوق مصنوع من خشب صنادیق الصابون الحمولة طن واحد وكشف الرشندى انه حاولت شركة فورد شرائها من عم قاسم لكنه رفض وكان هذا رأى أخية عابدين أيضا، ولم تنتهى عروض الشركة وكان عرضها الأخير هو إستبدالها بسیارة حدیثه موديل السنة.. لكنه رفض رفضا قاطعا، وما زال هذا الرفض قائم من قبل أفراد العائلة حتى اليوم لإعتبارات كثيرة أهمها أنها معلم من معالم مدينة الغردقة وجزء من تاريخها.