قطر الوطني : فيروس كورونا قد يصبح مصدر إعاقة لاقتصاد العالم

  • 2/8/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا توقع بنك قطر الوطني (QNB) أن يكون فيروس كرونا المستجد قد خفض بالفعل الانتعاش الاقتصادي في النمو العالمي إلى النصف في عام 2020. وأشار البنك في تحليله الأسبوعي الصادر اليوم، إلى زيادة وتيرة تفشي الفيروس وارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بهذا المرض، كما أصبح أثره على الاقتصاد أكثر أهمية مع التوسع في التدابير التي تم اتخاذها لاحتواء الفيروس.. "ولا نعرف حتى الآن ما إذا كان الأمر سيستغرق أسابيعا أو أشهرا للسيطرة على تفشي الفيروس". وكان بنك قطر الوطني سلط في تقريره الأسبوع الماضي الضوء على احتمالية أن يصبح فيروس كورونا معيقا للنمو الاقتصادي في الاقتصادات الآسيوية الناشئة، وبشكل أساسي من خلال ضرب نشاط السياحة. ومع استمرار انتشار الفيروس بسرعة وارتفاع عدد الحالات المؤكدة حديثا، خاصة في الصين، يلقي التحليل هذا الأسبوع نظرة فاحصة على الفيروس ويركز على تحديد التأثير المباشر لضعف نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وأشار التقرير إلى أن الصين اتخذت إجراءات لمواجهة تزايد حدة انتشار الفيروس، من بينها منع السفر والحجر الصحي وإغلاق المصانع ومرافق الترفيه، فيما يعتبر قرار وضع مدينة وهان بالكامل تحت الحجر الطبي اعتبارا من 23 يناير الماضي قرارا مهما وذلك لأن فيروس كورونا يتميز بفترة حضانة للمرض تصل حتى 14 يوما، وهي الفترة التي بعد انقضائها يمكن ملاحظة أي انخفاض يحدث في معدل الإصابات الجديدة المؤكدة. ولفت إلى أن القيود على السفر أدت إلى تراجع عدد المسافرين داخل الصين خلال عطلة السنة القمرية الجديدة إلى ما يصل 50% عبر الطرق وسكك الحديد والنقل الجوي، كما تم فرض الإغلاق على المعامل والشركات في 14 إقليما ومدينة عبر الصين، بما في ذلك المركز الصناعي الرئيسي، وتشكل جميعها 70% من الناتج المحلي الإجمالي للصين و80% من صادرتها. ومع استمرار انتشار الفيروس، من المرجح أن يمتد الإغلاق إلى ما بعد العاشر من فبراير الجاري. ومن المتوقع أن تتراجع مبيعات السيارات الصينية بما يتراوح بين 25% إلى 30% خلال أول شهرين من 2020، كما يحتمل أن يؤثر الفيروس على مبيعات السيارات الصينية خلال العام ككل بانخفاض قد يصل إلى 5%، كما يتوقع ع أن يتراجع إنتاج السيارات في الصين بنسبة 15% خلال الربع الأول. وتعتبر الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم وثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال، ويقدر أن تكون واردات النفط قد تراجعت فعلا بنسبة 25%، مما سيؤدي إلى تقليص إنتاج المحروقات من قبل المصافي وتأخير شحنات النفط الخام، فيما يدفع تراجع الطلب على الغاز مشتري الغاز الصينيين إلى التفكير في تقليص أحجام الواردات بالنظر إلى ارتفاع المخزونات. يشار إلى أن تدابير احتواء الفيروس، وعلى وجه التحديد إجراءات حظر السفر والإغلاقات المطولة للمصانع، هي التي تسببت في كافة الأضرار الاقتصادية تقريبا وليس الفيروس نفسه. وتوقع التقرير أن يكون الناتج المحلي الإجمالي للصين أضعف بواقع 2 نقطة مئوية في الربع الأول من عام 2020، متراجعا إلى 4% على أساس سنوي من 6% في الربع الرابع من عام 2019، ولكن نبه إلى أن حدوث تعاف من الربع الثاني وما بعده سيقلل التأثير على نمو الناتج المحلي لمجمل العام بأقل من نقطة مئوية واحدة، ويمكن أن يكون التأثير على النمو في مجمل العام أكبر من ذلك مرتين في سيناريو أكثر حدة إذا تم تمديد قيود السفر والإغلاقات إلى الربع الثاني من العام الجاري. وتمثل الصين الآن حوالي 20% من الاقتصاد العالمي بأسعار صرف تعادل القوة الشرائية. لذلك، فإن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للصين بواقع نقطة مئوية واحدة (توقعاتنا الأساسية) سيؤدي إلى تراجع بواقع 0.2 نقطة مئوية في توقعات صندوق النقد الدولي بنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 3.3% في عام 2020. علاوة على ذلك، فإن السيناريو الأكثر حدة، الذي أشرنا إليه سابقا، سيؤدي إلى انخفاض بواقع 0.4 نقطة مئوية في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مخفضا إياه إلى 2.9% فقط في عام 2020 مع إزالة أي توقعات بحدوث ارتفاع في النمو من نسبة 2.9% المسجلة في عام 2019. ولا تتضمن هذه التقديرات البسيطة التأثير السلبي غير المباشر على الناتج المحلي الإجمالي في البلدان الأخرى من خلال السياحة وتعطل سلاسل التوريد وضعف الطلب الصيني على السلع، كما لا تتضمن أيضا التأثير الإيجابي على الناتج المحلي الإجمالي من خلال التحفيز عبر السياسات (المالية والنقدية على حد سواء) في الصين ودول أخرى.. "ونتوقع أن تعوض هذه التأثيرات عن بعضها البعض، مما يجعل هذه التقديرات البسيطة نقطة انطلاق جيدة لتقييم التأثير المحتمل" يشار إلى أن السلطات الصين اكتشفت خلال ديسمبر الماضي وجود فيروس كورونا جديد في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، وقد أصاب بالفعل أكثر من 28,000 شخص ومقتل المئات. وكان تفشي مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في الفترة 2002 - 2003 أدى إلى إصابة حوالي 9,000 شخص في 17 دولة وقتل نحو 10% من المصابين. وبالمقارنة، فإن فيروس كرونا أصاب بالفعل عددا أكبر من الذين أصيبوا بالسارس، ولكن يبدو أن معدل الوفيات بالفيروس الجديد أقل بكثير، حيث أسفر عن مقتل 2 - 3% فقط من المصابين حتى الآن. ويمكننا أيضا أن نأخذ الانفلونزا الموسمية العادية كوباء آخر مناسب للمقارنة في هذا الخصوص، حيث كان موسم 20172018 موسما سيئا في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب انتشار الإنفلونزا، إذ ظهرت الأعراض على 45 مليون شخص، ولكن حالات الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا كانت عند 61,000 حالة فقط، أي ما يعادل 0.14% فقط من المصابين.

مشاركة :