على طريقة (شجيع السيما أبوشنب بريمة) الدمية التى تابعناها فى (الليلة الكبيرة)، حاول واحد من (المفتكسين) الجدد إقناع أولى الأمر بهذا الإعلان الفج (إحنا التليفزيون المصرى)، عدد من المذيعات، ولا أدرى لماذا فقط مذيعات، يرددن (إحنا التليفزيون المصرى)، وبين الحين والآخر صورة لمذيعة من هذا الجيل، بينما نرى وجوهًا لعدد من المذيعين والمذيعات الذين أثروا الشاشة على مدى 60 عاما، مثل سلوى حجازى وأمانى ناشد ونجوى إبراهيم وفريال صالح وأحمد سمير ومحمود سلطان ودرية شرف الدين وسناء منصور وسلمى الشماع وفريدة الزمر، وغيرهم. هكذا قرر التليفزيون المصرى أن يسوق نفسه، وعلى أكتاف الكبار، ليتجدد السؤال (أين كنا؟)، وفى نفس اللحظة ستقول (كيف أصبحتم؟) والإجابة قطعا تعرفونها جميعا. (جعجعة بلا طحن) عنوان مسرحية كوميدية لوليام شكسبير، إلا أنها مع الزمن صارت مثالا فى العالم كله لمن يسرف فى الحديث عن نفسه، لنكتشف أنه مجرد دخان فى الهواء. أعلم أن ماسبيرو، وهو التسمية الصحيحة لهذا الكيان الذى أطلقوا عليه عملاق مع انطلاقه 21 يوليو عام 60، زاخر بالموهوبين، وأعلم أيضا أنه يتعامل مع الموهبة على طريقة النجار، كلما رأى مسمارا يعلو رأسه ينهال عليه ضربا بالشاكوش، خنقوا المواهب إلا من رحم ربى. تستطيع أن ترى ماسبيرو فى ثلاث مراحل: الأولى وهو يقف منفردا فى الساحة حتى نهاية التسعينيات، عندما كان مسيطرا على عقول ووجدان الناس، فلا يوجد بديل. الثانية بدأت مع نهاية التسعينيات، مع سماح الدولة بقنوات خاصة، الهامش السياسى المتاح لتلك القنوات كان محدودا، اكتشفت الدولة مع انتشار الأجهزة الفضائية أن الناس تذهب للقنوات العربية، زاد الهامش قليلا، تم استبعاد صفوت الشريف من الإعلام وأسندوا له مجلس الشورى، وجاء ممدوح البلتاجى، 2004، حيث راهن على إرضاء حسنى مبارك فقدم له (البيت بيتك) الذى كان مبارك يشاهد نسخته الأصلية (القاهرة اليوم) فى قناة (أوربت) واستقطبوا عددا من العناصر التى ارتبطت بـ(القاهرة اليوم) مثل مقدمة البرنامج نيرفانا إدريس، ومهندس الديكور محمود بركة، وحتى فقرة المطبخ التى كان يقدمها الراحل حسين الإمام، بينما رفض عمرو أديب الانتقال، ثم تولى أنس الفقى وزارة الإعلام فى 2005، وتولى أيضا رئاسة تحرير البرنامج الصحفى والإعلامى الكبير محمد هانى، وحقق قفزات، صارت الدولة تعتبر (البيت بيتك) هو واجهتها الرئيسية فى تمرير الرسائل السياسية والثقافية والفنية، وكان من حقه المشاغبة فى العديد من الملفات الشائكة، نجم الإعلام محمود سعد يعبر عن الصوت المشاغب تحت سقف الدولة، وصدقه الناس وأحبوه، ثم جاءت المرحلة الثالثة فى ثورة 25 يناير لتنهار مصداقية ماسبيرو، وتشعر الدولة بثقل المهمة لإحياء جسد صار فاقدا التنفس، بين الحين والآخر تبذل محاولات خجولة لضخ ميزانيات ضئيلة لإعادة الحياة إليه، دون جدوى، والمأزق ليس فقر الميزانية ولكن فقر الخيال، ولديكم مثال صارخ (إحنا التليفزيون المصرى)، نعم عرفتكم (إنتوا اللى خرمتوا التعريفة ودهنتوا الهوا دوكو)!!
مشاركة :