طارق الشناوي يكتب: شيرين ستكتب الفصل الأخير!

  • 7/1/2021
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أسوأ ما طرحته (السوشيال ميديا) هو ما نراه حاليًا، عندما يهدد أب ابنه بهتك عرضه فيقذفه برسالة ملتهبة تخترق فراش الزوجية، تحط من قدره أمام زوجته وأصدقائه وجيرانه. هذا هو ما فعله والد حسام حبيب، زوج شيرين، بهذا التسجيل، الذى أراد من خلاله فضح ابنه عندما وصفه بالانتهازى، الذى تزوج امرأة ثرية لتنفق عليه ثم يتزوج بأموالها امرأة أخرى، بينما رد عليه الابن بما هو أشد ضراوة، فصار الأب هو المستغل الحاقد الذى يبتز ابنه وزوجة ابنه، وثمن سكوته أموال ينتظرها يصمت أو لا تأتى يصرخ، هذا هو ما ينعت به ابن أباه علنا وعلى رؤوس الأشهاد، وكأنه يستجير بالناس لإنقاذه من هذا الأب، الذى لا يحمل له سوى الكراهية والحقد، لا يوجد فى مثل هذه المعارك أى مبرر يشفع لأحد بحجة مثلا أن البادى أظلم، والأب هو الذى بدأ فيصبح علينا أن نلتمس العذر للابن، عندما يرد على طعنة السكين بضربة ساطور، وعلى طلقة المسدس بقنبلة عنقودية، تلك معادلات صفرية الكل فيها مهزوم، الأب والابن وحتى الأحفاد. مع من تتعاطف وأنت تتابع تلك المهزلة؟ الأب الذى يشهر بابنه أم الابن الذى يشهر بأبيه، أم الزوجة التى شاركت فى رسالة زوجها وهى تحنو عليه وتشد من أزره، معلنة سعادتها بكل ما يوجهه الابن من طعنات دامية لأبيه. ليس جديدا قطعا أن تحتل شيرين كل هذه المساحات على تطبيقات الوسائط الاجتماعية، حياتها الشخصية مع كل أزواجها السابقين، وحتى الأخير، تشهد ضربات هنا وهناك، وتكذيبا مرة وتأكيدا أخرى، ومحضر تعد يُرد عليه بمحضر سرقة، وكأنها لا تتنفس الحياة ولا تتعاطى مع الغناء إلا وهى فى حالة صخب وضجر، لقد صار الجمهور طرفا أساسيا فى حياة عدد من الشخصيات العامة. تحولت أسرار البيوت إلى مادة للتسلية والتندر لدى الناس، كل طرف ينتظر، وهو يعرض قضيته على الرأى العام، أن تنحاز الأغلبية لموقفه، هل من الممكن أن تشعر بسعادة وأنت ترى أبا يبتز ابنه على الملأ، وابنا يهدد ويتوعد أباه بالسجن؟، الكل يراهن على تعاطف الرأى العام معه وتفهمه لموقفه. فى مطلع الستينيات أقام والد نجاة وسعاد حسنى دعوى ضد ابنتيه الشهيرتين، للحصول على نفقة شهرية، تباينت وقتها ردود فعل الرأى العام، فلم يكن الأب مثاليا فى علاقته بابنتيه، بل كان يعتبرهما مورد رزق له. غناء نجاة وهى طفلة كان من أجل إنعاش جيب والدها، كان مدمنا لشراء الأنتيكات، أنفق عليها أمواله وأموال أصدقائه، فلجأ فى المحطة الأخيرة يستجير بأموال ابنتيه، ورغم ذلك لو عدت للأرشيف ستكتشف أن هناك تعاطفا معه، المجتمع كان يغفر للأب كل شىء، وينتظر من بنتيه الخضوع المطلق له والتسامح مع أخطائه. وهو بشكل أو بآخر يذكرنا بما كان يجرى بين الموسيقار محمد على سليمان وابنته أنغام قبل أن يتوقف سليمان فى السنوات الأخيرة عن الطعن فى ابنته، وعندما تنفلت منه فى لحظة غضب كلمة يسارع بنفيها والاعتذار عنها. لا أعتقد أن ما شاهدناه بين شيرين وزوجها وأبيه هو الفصل الأخير فى الحكاية، أيام وسوف تكتب شيرين بنفسها الفصل الأخير. [email protected] المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).

مشاركة :