كشفت تحقيقات أمريكية إن الميليشيات العراقية الموالية لإيران تمكنت من بناء منظومة اقتصادية متشعبة بعد عام 2014، ساعدتها على التغلغل في معظم مفاصل الدولة مستفيدة من سيطرة قادتها على وزارات ومراكز قوى مهمة من أبرزها هيئة الحشد الشعبي. وجاء في هذه التحقيقات إن إيران ساعدت هذه الميلشيات على بناء ذاتها في البداية، لكن مع زيادة العقوبات الأمريكية عليها، أصبحت طهران ترى في هذه الميلشيات مصدر دخل بعيدا نسبيا عن أنظار العالم، حسب محللين. ويضيف التحقيق الذي أعده الكاتب الأمريكي “مايكل نايتس” أن هذه الميليشيات، التي كان يقودها نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وزعيم كتائب حزب الله أ”بو مهدي المهندس”، تمكنت أيضا خلال فترة عبد المهدي من السيطرة على عمليات اختيار الوزراء الأمنيين. كما أظهر تحقيق نشره مؤخرا مركز أبحاث مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت بنيويورك أن الميليشيات التي تدعمها إيران وصلت لأوج قوتها في تلك الفترة بعد أن تمكنت أولا من السيطرة على مكتب رئيس الوزراء بواسطة مديره أبو جهاد الهاشمي القيادي في منظمة بدر والذي تربطه علاقات وثيقة بقائد فيلق القدس قاسم سليماني. وقالت هذه التحقيقات أن الميليشيات المدعومة من إيران هيمنت على الشؤون التجارية في البلاد وقامت بتحويل مبالغ العديد من المشاريع الاقتصادية الرئيسية إلى حساباتها وحسابات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وفقا للكاتب. وجاء في التحقيقات أن سيطرة رجال أعمال مرتبطين بإيران على أربعة بنوك خاصة تستغل مزاد بيع الدولار لتأمين العملة الصعبة لإيران، خلق مصدر آخر يدر ملايين الدولارات يوميا على الميليشيات العراقية الإيرانية. وقالت هذه التحقيقات ان سيطرت هذه الميليشيات على حقول نفطية صغيرة في مناطق سنية مثل علاس والقيارة ونجمة، وتهريب نفطها ساهم في إيجاد المزيد من الدخل لهذه المليشيات. وتابعت التحقيقات بأن الميليشيات الرئيسية الموالية لإيران ثبتت موطئ قدم لها في الموانئ ومناطق التجارة الحرة في العراق، لضمان تصدير تصدر النفط الخام العراقي والمنتجات النفطية المسروقة من الصناعات المحلية، وضمان هيمنتها على عمليات التهرب الجمركي وفرض ضرائب على البضائع القادمة إلى البلاد. كذلك تمكنت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران من الاستحواذ على الكثير من العقود المهمة في مطار بغداد الدولي وخاصة بعد تعيين القيادي في منظمة بدر علي تقي مديرا للمطار، وفقا لمايكل نايتس، الذي أشار إلى أنه منح عقدا ضخما لشركة خاصة مرتبطة بميليشيا كتائب حزب الله للسيطرة على عمليات نقل الأمتعة.
مشاركة :