الجمهور المزيف ومواقع التواصل.. تجنب الوقوع في الفخ

  • 2/9/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في تغيير أدوات واستراتيجيات التواصل بين الأفراد وكذلك بين العملاء والشركات، فمع اكتساحها عالمنا، وسيطرة الإنترنت، وطغيان الثورة المعلوماتية على مختلف القطاعات، ظهرت الكثير من المصطلحات الجديدة، التي يأتي في مقدمتها: الاقتصاد الرقمي، التجارة الإلكترونية، ريادة الأعمال، التسويق الإلكتروني، والأسواق الذكية وغيرها من الجوانب الأخرى التي تتعلق بعالم المال والأعمال. ربما تعكس كل هذه المصطلحات الجديدة التأثير الفعلي لمواقع التواصل الاجتماعي في جميع المجالات الاقتصادية، فبلا شك أن هذه المواقع أتاحت الكثير من الفوائد للمسوّقين ورواد الأعمال وأيضًا أصحاب الشركات الناشئة، وهنا قد يظن البعض أن هذه الفوائد تقتصر على رجال الأعمال وأصحاب العلامات التجارية الرائدة، والحقيقة أن الإمكانيات التي تُتيحها مواقع التواصل وصلت إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ ما ساهم في تحفيز قطاع ريادة الأعمال بمختلف أنحاء العالم. إذن يُمكننا القول إن مواقع التواصل أتاحت الفرصة الحقيقية لرواد الأعمال؛ لتطوير  مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، كما أتاحت الفرصة لتواجد الجماهير في نطاق التشبيك الاجتماعي التفاعلي. وفي ظل التأثير القوي الذي أحدثته في المجالات الاقتصادية المختلفة وقطاع ريادة الأعمال، قد يتجه البعض من رواد الأعمال إلى جلب المتابعين الوهميين أو ما يُسمى “الجماهير المزيفة”؛ لتزيين واجهة حسابات أنشطتهم التجارية على مواقع التواصل في بداية تأسيسها، تضخيم أعداد المشتركين أو المتابعين، ظنًا منهم أنها تُساعدهم في جلب المزيد من المتابعين الحقيقيين، والواقع أن لهذه الجماهير المزيفة تأثيرًا سلبيًا، فقد يشعر البعض من أصحاب الشركات والعلامات التجارية بالتوتر أثناء متابعة نمو مواقع التواصل الخاصة بالشركات المنافسة في حين أن شركاتهم تظل في حالة ركود. واللافت في هذا الأمر أن المشجعين الوهميين يمكن أن يحدثوا ضررًا كبيرًا لرواد الأعمال، ولكن من أين تأتي الجماهير المزيفة؟ أفادت بعض الدراسات بأن المشتركين الوهميين يأتون من منصات إلكترونية متخصصة في «زراعة النقر» المنتشرة عبر شبكة الإنترنت، فهذه المنصات تنتشر بكثافة في آسيا؛ حيث تستأجر بعض الشركات المئات من العمال مقابل الحد الأدنى للأجور وتوفر لهم أدوات «متابعة» العلامات التجارية على “فيسبوك وتويتر وإنستجرام” وغيرها من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي طوال اليوم.   وقد يلجأ بعض رواد الأعمال إلى شراء عدد كبير من المتابعين أو المشتركين المزيفين لحساب جديد تم إنشاؤه على مواقع التواصل لزيادة قاعدة المتابعين، ومن هنا يتم تكوين شعبية مزيفة ظنًا منهم أن ذلك يُساعدهم في جذب المشتركين الحقيقيين للانضمام إلى حسابات أنشطتهم التجارية، وفي حقيقة  الأمر يحدث ذلك تأثيرًا سلبيًا.   الجمهور المزيف يفقد الثقة في الشركات لا شك في أن مشاركة العملاء تُعد جزءًا مهمًا من استراتيجية مواقع التواصل الاجتماعي الناجحة والمستدامة، فعندما تمتلئ حسابات الشركات على مواقع التواصل بجماهيز مزيفة، يكون من الصعب التعامل مع المتابعين الحقيقيين، والذين قد يشعرون بالارتباك عندما يتواجدون وسط جماهير مزيفة؛  ما يؤدي في نهاية المطاف إلى نفورهم والانفصال تمامًا عن متابعة أنشطة الشركات التي تتبع ذات النهج.   المعجبون المزيفون القائمون على “جوجل وفيسبوك” يعرفون جيدًا من يتابعهم، ويراقبون التفاعلات عبر شبكة الإنترنت التي تجريها الشركات مع العملاء، فإذا كانت غالبية متابعيك على مواقع التواصل الاجتماعي مزيفة، فستكون بيانات التسويق التي تنشؤها أعمالك غير ملائمة وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الثقة في الشركات أو العلامات التجارية.    إحراج العلامة التجارية في ظل التطور السريع الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي أصبح بإمكان مستخدميها اكتشاف المتابعين المزيفين الذين تجلبهم العلامات التجارية بكل سهولة، فهناك الكثير من المواقع الإلكترونية، مثل “Status People،” تُمكّن من إجراء بحث سريع وشامل على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي وإخبارهم بعدد المستخدمين المزيفين المتواجدين على حسابات الشركات. في نهاية المطاف، من المهم جدًا تطوير قاعدة المعجبين بك على مواقع التواصل الاجتماعي وتعزيزها لفهم عملائك بشكل أفضل وإشراكهم بانتظام، والطريقة الصحيحة الوحيدة لذلك هي توظيف الوقت والطاقة والموارد في بنائها، وهو ما يقودك نحو صنع قيمة أكثر جدوى. اقرأ أيضًا: كيف تجذب العملاء لعلامتك التجارية عبر مواقع التواصل؟

مشاركة :