سلامٌ على الدماء السائلات في رحاب بيوت الله | مقالات

  • 6/2/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

دماء تنزف من قلوب حرا، ودماء تسيل من عيون ثكلى، ودماء تنضح من أشلاء متناثرة في أصقاع من الدنيا دون أن تقترف ذنباً، أو تأتي بجريرة، ولكن مجموعة قادها العمى وأعمى بصيرتها الحقد الدفين أبت إلا أن تعيث في الأرض فساداً وتثير الفتن وتروع المجتمعات فهي لا يهدأ لها قلب، لترى استقراراً في أمة أو اتحاداً في دولة فإن ديدن هذه الجماعة هو التشريد والتقتيل والبطش باسم الإسلام، والإسلام هو براء من فكرهم وعملهم وأيديهم الملوثة بدماء الأبرياء وأفكارهم التي تدعو إلى التأخر والرجعية والانحطاط فهي بعيدة عن الدين والشرع والصراط المستقيم. أتون تعصف بالدنيا بأسرها في جمعة ماضية فجر مسجد القطيف رحم الله من استشهد في رحابه، وفي جمعة الأسبوع الماضي فجر رحاب مسجد العنود في الدمام فأريقت الدماء في يوم من أيام الله وفي ساعة مباركة حيث ترتفع أيدي المؤمنين للابتهال والتضرع. فهل يعقل أن مسلماً يقوم بهذا العمل؟ وهل يعقل بأن أحد المسلمين يقر هذا العمل؟ وهل إن الذي يفكر في هذا العمل هو من المسلمين؟ لا والله إن الإسلام منه براء. في يوم الجمعة الماضي تصدى لهذا الإرهابي كوكبة من الشباب الأمني ليبعدوه هو وعباءته السوداء المتلبس بها. ما أخسهٌ من جبان، وما أرذله من فكر خسيس أرادوا أن يبعدوه فتفجر وأريقت الدماء واستشهد أربعة من الأبطال من ضمنهم الدكتور عبدالجليل الأربش الذي كان يستعد للاحتفال في يوم زواجه فرزقه الله الشهادة هو وإخوانه الثلاثة وإن هؤلاء الشهداء مكتوبة أسماؤهم بأحرف من نور في قلوب المؤمنين وإن لهم عند ربهم درجات عاليات لا ينالوها إلا باستشهادهم وإن الذين يدبرون هذه الخطط ويحيكون المكائد ويخلقون أفكاراً مختلفة لصنوف التعذيب والتنكيل وإراقة الدماء فإن مصيرهم جهنم وبئس المصير. عزيزي القارئ إن في القلب للوعة وفي الفؤاد حسرة وفي العين دمعة على ما نشاهده في هذا العالم العربي والإسلامي لما يشهده من صنوف من العذاب والقتل والبطش والذين يمارسون هذا العمل يدعون الإسلام ويقتلون المسلمين فلابد من انتفاضة شاملة فكرية وثقافية واجتماعية ووجدانية تعمل على التضامن ونبذ الفرقة والبعد عن أتون الطائفية العمياء وإن الذين يخططون لهذه الأعمال لابد وأن تدور عليهم الدوائر، ويلقون القصاص العادل في الحياة الدنيا قبل الآخرة وإن حكم الله الكريم هو العدل والقسطاس المستقيم الذي لن يقوى أحد من الفرار منه. رحم الله الدكتور عبدالجليل الأربش ورفاقه الشهداء. اللهم بارك لهم في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبور لهم بعد فراق الدنيا خير المنازل واخلف على أهليهم وذويهم وجميع المؤمنين والمؤمنات بالصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه. «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون».

مشاركة :