حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من انتشار ظاهرة المقاتلين الأجانب، ومن امتداد الإرهاب إلى أوروبا، ولاسيما عقب عودة هؤلاء المقاتلين إلى دولهم، وذلك خلال استقباله أمس موراي مكالي وزير خارجية نيوزيلندا، الذي أبدى اتفاقه مع السيسي، مشيراً إلى أن بلاده بدأت تعاني بالفعل من هذه الظاهرة، التي تتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي للحيلولة دون تفاقمها. وأكد السيسي علاقات الصداقة القوية بين مصر ونيوزيلندا، وأهمية تعزيزها. وتمنى الوزير النيوزيلندي أن تكلل الجهود المصرية للحصول على عضوية مجلس الأمن لعامي 2016 و2017 بالنجاح، مؤكداً أهمية مصر ودورها المحوري في المنطقة، معلناً تأييد بلاده لإصدار قرار من مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية. وأكد السيسي أن تسوية القضية الفلسطينية سيكون له أثر كبير في تحقيق الاستقرار والسلام، فضلاً عن القضاء على الأسباب والذرائع التي تستخدم لنشر التطرف والإرهاب، وتبرير أعمال العنف. ويبدأ الرئيس المصري اليوم زيارة رسمية هي الأولى له إلى برلين، حيث يلتقي أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية وكبار المسؤولين بالدولة الألمانية، كما يعقد لقاءات مع ممثلي كبريات الشركات ورجال الأعمال الألمان، حيث تعول مصر كثيراً على الدور الألماني اقتصادياً وسياسياً، وسيتم بحث آخر التطورات في المنطقة، ومناقشة فرص الاستثمار المتاحة أمام الشركات الألمانية، خاصة في المشروعات المصرية الكبرى. وكانت العلاقات المصرية الألمانية قد شهدت طفرة كبيرة منذ المؤتمر الاقتصادي لدعم الاقتصاد المصري، حيث كشف المؤتمر دوراً ألمانياً واعداً في مساندة مصر اقتصادياً وتكنولوجياً، يقترب إلى حد الشراكة، وذلك من خلال مشروعات الطاقة، حتى إن الرئيس السيسي أثنى كثيراً على موقف ألمانيا، وعلى دور شركة سيمنز في إقامة مشروعات لتوليد الكهرباء، وسيتم خلال الزيارة التوقيع على 4 اتفاقيات مع شركة سيمنز الألمانية. وتطمح مصر من خلال هذه الزيارة إلى تعميق وتطوير التعاون الاقتصادي، ليشمل الجانب السياسي، من خلال مكانة وتأثير برلين داخل المؤسسات الأوروبية، خاصة في ظل تقارب الموقفين المصري والألماني من قضايا المنطقة، وفي مقدمتها قضيتا الإرهاب والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، حيث تستغل جماعات الجريمة المنظمة، حالة الفوضى والانفلات في عدد من دول المنطقة، خاصة العراق وسوريا وليبيا، وتعمل على اجتذاب الشباب الأوروبي للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، ومنها داعش، كما تعمل أيضاً على توسيع نطاق الهجرة غير الشرعية، عبر توجيه الشباب العربي والإفريقي الباحث عن عمل، إلى أوروبا، ما يشكل تهديداً من الزاويتين. وتتطلع مصر أيضاً إلى تطوير العلاقات مع ألمانيا، خاصة فيما يتعلق بالملاذات الآمنة التي يقدمها عدد من الدول الأوروبية، إلى عدد من الجماعات والمتهمين بالإرهاب.
مشاركة :