دكّت طائرات التحالف العربي، أمس، مواقع الانقلابيين في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى، مع تركيز لافت على قصف مخازن الأسلحة المحصنة في الجبال، وأبرزها النقم والنهدين في صنعاء، وجرّة في تعز، إضافة إلى معاقل المتمردين في جبال صعدة، كما قصف التحالف للمرة الأولى موقعاً في جزيرة جبل زقر في البحر الأحمر، فيما ألحقت المقاومة خسائر كبيرة بالحوثيين في جبل الثعالب بمحافظة البيضاء. واستهدفت طائرات التحالف مخازن أسلحة ومواقع تابعة لقوات الرئيس السابق والحوثيين في صنعاء وعدن وشبوة ومأرب وعمران ومنزل وكيل وزارة الداخلية المعين من قبل الحوثيين. وهزت انفجارات عنيفة صنعاء بعد قصف طائرات التحالف مخازن أسلحة في جبل نقم وجبل الصباحة، حيث نفذت طائرات التحالف غارات مكثفة على الجبل، ما أدى إلى انفجار مخازن الأسلحة استمرت لأكثر من خمس ساعات. ويضم جبل نقم عددا من المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة التي تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والمتمردون الحوثيون. وسقط عشرات القتلى المدنيين في غارات استهدفت هذه المواقع في السابق. شدة القصف وشوهدت النيران ترتفع من المخازن المستهدفة في جبل نقم، كما تصاعدت أعمدة الدخان من جبل الصباحة وتطايرات القذائف إلى الأماكن المجاورة، في حين استمرت أزمة المشتقات النفطية ونقص الغذاء، حيث تمتد طوابير السيارات لمسافات كبيرة جداً وأغلقت الطوابير بعض شوارع المدينة التي تكدست فيها القمامة بعد توقف عمال النظافة عن العمل. وطالت الغارات جبل جرّة في تعز والذي يضم موقعاً يستخدمه المتمردون للهجوم على المدينة. وشنت طائرات التحالف العربي عدة غارات جوية واستهدفت جزيرة جبل زُقر على البحر الأحمر القريبة من مديرية خوخة التابعة لمحافظة الحديدة. وأرجع مصادر محلية أسباب استهداف الجزيرة للمرة الأولى إلى تمركز قوات عسكرية موالية لصالح والحوثي. مقتل 20 متمرداً واكد شهود عيان أيضا ان مقاتلات التحالف أغارت على تجمعات الحوثيين في منطقة سناح وقعطبة شمال محافظة الضالع التي سيطرت المقاومة على معظمها خلال الأسبوع الماضي. كما أفاد مسؤول محلي بمقتل 20 حوثيا و12 من المقاومة الشعبية في اشتباكات بمحافظة الضالع. وقال المسؤول إن مواجهات مسلحة عنيفة اندلعت بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، وأفراد المقاومة الشعبية من جهة أخرى، عقب محاولة الحوثيين وقوات الانقلابيين التسلل نحو مدينة الضالع. وأوضح أن الح وثيين فرضوا حصاراً خانقاً على محافظة الضالع، ومنعوا وصول الأدوية والأغذية إليها، وذلك من خلال سيطرتهم على مواقع حدودية مع الضالع. معقل الحوثي وشنت مقاتلات التحالف غارات استهدفت بشكل أساسي معاقل الحوثيين في شمال البلاد، لا سيما في محافظتي الجوف وصعدة. واستهدفت غارات بشكل خاص مخازن أسلحة ومواقع للحوثيين في الملاحيظ ومران بمحافظة صعدة، وهي المعقل الرئيسي للحركة الحوثية. وفي عمران نفذت طائرات التحالف غارتين جويتين على مخازن أسلحة للحوثيين في مديرية خمر في منطقة الغيل، ما جعل هذه المخازن تتفجر. أما في الحديدة فهاجم مسلحون من المقاومة الشعبية تجمعا للحوثيين في مديرية الضحى، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وجريحين، كما قتل مساحات في حي الربصا شرق مدينة الحديدية في اشتباكات بين مليشيات الحوثي ومسلحي المقاومة. نشر جنود وفي عدن قصف طيران التحالف تجمعات الحوثيين وقوات صالح في منطقة بئر أحمد والعريش، كما قصفت تجمعاتهم في الضالع وشبوة. ونشرت المقاومة بعدن خلال اليومين الماضيين جنوداً شبه نظاميين تلقوا تدريبات بشوارع مدينة عدن. وتم نشر الجنود بملابس عسكرية بعدد من النقاط. وقال مصدر في المقاومة ان الخطوة تأتي ضمن أعمال ترتيب القوة البشرية المسلحة المدافعة عن عدن. وفي إب قصفت طائرات التحالف غارتين على منزل القائد السابق لقوات الأمن الخاصة في عدن العميد عبدالحافظ السقاف والذي عينه الحوثيون وكيلاً لوزارة الداخلية فدمرت أجزاء كبيرة من المنزل. وقتل 16 من مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع صالح وأسر اثنان آخران في كمين محكم نصبته المقاومة الشعبية في محافظة لحج. وبين إعلام المقاومة أنه تم تدمير دبابتين بأسلحة المقاومة خلال هذا الكمين. رهينة فرنسية تحققت فرنسا من مقطع فيديو يظهر رهينة فرنسية محتجزة في اليمن وهي تناشد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السعي لإطلاق سراحها. وقالت فرنسا إنها تبذل كل ما في وسعها لتأمين الإفراج عن المواطنة الفرنسية. ويظهر الفيديو ايزابيل بريم وهي مستشارة للصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن وهي راكعة على الرمال وترتدي ملابس سوداء وتوجه نداءها لهولاند وهادي بالانجليزية. وخطف مسلحون بريم ومترجمتها اليمنية شيرين مكاوي في العاصمة صنعاء في فبراير الماضي أثناء توجههما الى العمل. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن خطفها. المتمردون يقصفون سفينة مساعدات قرب عدن قصفت ميليشيات الحوثيين سفينة مساعدات إنسانية لمنعها من الرسو في ميناء عدن، ما اضطرها إلى تغيير مسارها إلى ميناء الحديدة. وأعلن مسؤول محلي في عدن أن سفينة مساعدات إنسانية محملة بالمواد الغذائية تعرضت لقصف مدفعي بينما كانت تقترب من ميناء عدن ما اضطرها للعودة أدراجها من دون أن تصاب بأذى. وأكد المسؤول أن المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على عدد من أحياء عدن هم الذين أطلقوا النار باتجاه السفينة لمنعها من الرسو في الميناء الخاضع لسيطرة مقاتلين موالين لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دولياً. وقال إن الحوثيين أطلقوا قذائف باتجاه سفينة استأجرتها الأمم المتحدة محملة بسبعة آلاف طن من الأغذية، من دون أن يصيبوها، وذلك بينما كانت على بعد ميل بحري من ميناء عدن. وأضاف أن السفينة اضطرت للعودة أدراجها، وقرابة منتصف الليل كانت على بعد ما بين خمسة وثمانية أميال بحرية من عدن. وأوضح أن السفينة أبحرت من جيبوتي، البلد الذي تستخدمه الأمم المتحدة مركزاً لتلقي المساعدات الإنسانية وإعادة إرسالها إلى اليمن. في غضون ذلك، أعلن برنامج الغذاء العالمي عن تغيير مسار السفينة إلى ميناء الحديدة بسبب العقبات الأمنية الناتجة عن تصاعد القتال. وقالت الناطقة باسم البرنامج إليزابيث بيرس إن السفينة أمستردام انطلقت من جيبوتي بمواد المكملات الغذائية للأطفال الذين يعانون من الأنيميا وسوء التغذية، وهو ما يكفي لإطعام 60 ألف يمني لمدة شهر. وأشارت إلى أن البرنامج سيواصل محاولاته للوصول إلى مدينة عدن والمناطق المحيطة بها، وذلك عبر شحن الطعام عن طريق البر.
مشاركة :