المسرح ساحة مليئة بالعقبات والعثرات

  • 2/10/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حان الوقت لاستعادة العلاقة بين الفنان والجمهور الخشبة أداة تعبئة بشرية تمنع السقوط في الهاوية   نشرت الهيئةُ الدوليةُ للمسرح ITIترجمةً عربيةً لكلمة اليوم العالميّ للمسرح الذي يحتفلُ به المسرحيّون في 27 مارس من كل عام وكان أوّل مرّة عام 1962، بهدف ترويج هذا الفنّ عبر العالم، وفي هذا اليوم من كل عام تحرص إحدى الشخصيات المسرحيّة المؤثّرة على كتابة «رسالة المسرح» إلى العالم ضمن احتفاليّة تنظمّها المراكز والهيئات الوطنيّة الثقافيّة، وفي هذا العام تم اختيار الكاتب الباكستانيّ شهيد نديم لكتابة كلمة المسرحيّين، وتمت ترجمتُها للعربية من قبل سامي الزهراني أمين عام مكتب الهيئة الدوليّة للمسرح. ويقول شهيد نديم في الكلمة: شرف لي شخصيًا أن أكتب رسالةَ اليوم العالمي للمسرح 2020، أشعر بالتواضع والإثارة للاعتراف بالمسرح الباكستاني بل بكل الباكستان من قبل الهيئة العالمية للمسرح ITIالتي تشرف وتهتمّ بالمسرح في أنحاء العالم وفي مُختلف الأوقات، هذا الشرفُ الغالي هو تحية وإهداء لشريكة حياتي مؤسِّسة مسرح اجوكا أيقونة المسرح مديحة جوهر التي رحلت عن الدنيا قبل عامَين. تأسيس فريق أجوكا المسرحي لم يكن سهلًا بل هو صراعٌ مستمرٌ وتحدٍ للصعاب بدءًا من الشارع وانتهاءً بالمسرح، قصة فريق أجوكا هي قصة أغلب الفرق المسرحيّة في الباكستان. جئت من بلد يقطنه أغلبيةٌ مسلمة شهد حكم العديد من الديكتاتوريات العسكرية، هجوم المُتطرفين، ثلاثة حروب مع الهند التي تشاركنا الجوار، التاريخ، التراث منذ آلاف السنين، وما زلنا نعيش حالة الخوف من الحرب النووية معها، لأن كلا البلدَين يمتلكان أسلحة نووية. (الأوقات السيئة هي وقت جيد للمسرح)، هذه المقولة نذكرها أحيانًا عندما تشتدّ المصاعب، عدد لا محدود من الصعاب نواجهها، تناقضات يجب الكشف عنها، وضعنا الراهن نتعرض فيه للتدمير، كل هذه الأمور كونت حبلًا مشدودًا بين طرفَين لا نزال أنا وفريقي المسرحي أجوكا منذ 36 عامًا نحاول التوازن والعبور من عليه. هذا الحبل المشدود جعلنا نوازن بين الترفيه والتعليم، التعلم من الماضي والإعداد للمُستقبل، التعبير الحرّ الإبداعي والمُغامرة بالتعبير ضدّ السلطة، المسرح الاجتماعي الناقد والمسرح الربحي، الوصول إلى الجمهور وكيف تصبح طليعيًا، قد يقول المرء إن صانع المسرح يجب أن يكون ساحرًا أو مشعوذًا ليستطيع أن يخلق هذا التوازن. في الباكستان هناك فصلٌ واضحٌ بين المقدّس والمحرّم، المحرّم الذي لا يوجد فيه مكان للأسئلة الدينية، المقدّس الذي لا يحبذ النقاشات المفتوحة والأفكار الجديدة، في حقيقة الأمر المؤسّسات المحافظة تعتبر الفنّ والثقافة فعلًا خارج حدود القداسة، لهذا أصبحت ساحة الأداء التمثيلي المسرحي ساحة مليئة بالعقبات والعثرات. ويستعرض نديم جانبًا من معاناة المسرح مع بعض الأنظمة، وكيف ظلّ هو الفعل الإيجابي الذي يتحدّى ويعارض بأساليب أدبية وفنية وضرب أمثلة بالشاعر الباكستاني بلهي شاه، ثم استطرد قائلًا: عالمنا اليوم يكثر فيه التعصب، الكراهية، العنف، الأمم تحرّض بعضها على بعض، المؤمنون يقاتلون المؤمنين، المُجتمعات تبثّ الكراهية، الأطفال يموتون من سوء التغذية، الأمهات يمتن أثناء الولادة بسبب عدم وجود رعاية طبية جيدة، أيدلوجية الكراهية تزيد وتزدهر. كوكبنا اليوم يغرق أكثر وأكثر تحت مُناخ كارثي من الحروب، المجاعات، الموت، كل هذا يحدث صمتًا رهيبًا تستطيع من خلاله أن تسمع وقع حوافر خيول الفرسان الأربعة في الطرف الآخر من العالم، هذا يُنبئ بالفعل بنهاية العالم، نحن بحاجة في هذه الأيام لتجديد قوتنا الروحية، نحن بحاجة لمحاربة اللامبالاة، الخمول، التشاؤم، الجشع، محاربة من يتجاهل عالمنا الذي نعيش به، الكوكب الذي نعيش عليه. واختتم كلمته قائلًا: للمسرح دور نبيل من خلال إعطاء مساحة الأداء والاهتمام بقيمة خشبة المسرح والسعي لتحويلها لخشبة مقدّسة تعطي طاقة، حيوية، تعبئة بشرية لعدم السقوط في الهاوية. الفنان المسرحي في جنوب آسيا يشعر بحساسية خشبة المسرح قبل أن يصعد عليها، يساعده على إتمام ذلك تقليد قديم يمزج بين الروح والثقافة، حان الوقت لاستعادة العلاقة التكاملية ما بين الفنان المسرحي والجمهور، ما بين الماضي والمُستقبل، العمل في المسرح هو عمل مقدّس، وللرفع من قيمة الأعمال المسرحية الروحية يجب على المُمثلين التعمق في الشخصية وتاريخها، أخيرًا المسرح لديه القدرة ليتحول إلى مزار للأداء الروحيّ.

مشاركة :