حضور كبير في حفل توقيع كتاب «عبد الرحمن اليوسفي» بمعرض الدار البيضاء

  • 2/10/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

جاءت نهاية الأسبوع غنية بفقراتها، كيْفاً وكمّاً، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، في دورته الـ26. وفيما شهدت عشية أول من أمس برمجة ندوات، بينها «زمن الصحراء من خلال الرواية»، و«دور الثقافة في التنمية»، و«مؤشرات التواصل بين موريتانيا والمغرب»، وموائد مستديرة تناولت «الأرشيف ورهانات العولمة» و«عبد الكبير الخطيبي وعبد الله العروي، أي أفق للتفكير في المغرب الكبير، اليوم»، كما تميزت بحفل توقيع كتاب «عبد الرحمن اليوسفي: دروس للتاريخ»، في حضور الزعيم الاتحادي الوزير الأول لحكومة التناوب (1998 - 2002) وحرمه ماري هيلين اليوسفي، ونخبة من المثقفين ورجال السياسة، والناشطين في المجال الحقوقي والنقابي، بينهم محمد بن سعيد آيت يدر وإدريس جطو وعبد الواحد الراضي ومولاي امحمد الخليفة ونوبير الأموي وإسماعيل العلوي وصلاح الدين مزوار ومصطفى الباكوري وأمينة بوعياش، فضلاً عن الحسن عبيابة وزير الثقافة والرياضة والشباب الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية. واقترح برنامج صباح أمس، فقرات على قدر مهم من الأهمية والراهنية، بينها ندوات تمحورت حول «الرحلة» و«الهايكو» و«ترجمة الشعر». - اليوسفي وتجربة التناوب تميز حفل توقيع كتاب «عبد الرحمن اليوسفي: دروس للتاريخ»، الذي قدّمه حسن نجمي، بمشاركة كل من إدريس الكراوي ومحمد نور الدين أفاية، بإلقاء الضوء على شخصية سياسية مهمة، قدمها المنظمون بـ«رجل الدولة الكبير، الذي خبر السياسة وأهلها، وراكم تجربة مرجعية في تدبير مرحلة مفصلية في تاريخ السياسة بالمغرب، ممّا يجعل من شهادته حافلة بالدروس والعبر». وتحدث المتدخلون عن المؤلف، الذي يتناول تجربة التناوب، راصداً «فترة مثيرة من التاريخ السياسي للمغرب»، التي «صالحت الشعب مع ماضي انتهاكات حقوق الإنسان»، فيما يعرض لمسار «رجل من العيار الثقيل»، اختار «تقوية خيار الحوار والاستقرار». وتحدث الكراوي، في تصريح صحافي، عن الكتاب «المذكرة - الشهادة»، الذي قال عنه إنّه استغرق منه ثلاث سنوات لإنجازه، مشيراً إلى أنّ ما كتبه «يتسم بجرأة»، لكن بـ«موضوعية كبيرة». وجاء في كلمة موقعة من عبد الرحمن اليوسفي، على ظهر غلاف الكتاب، الصادر عن منشورات «المركز الثقافي للكتاب»، أنّ حكومة التناوب في المغرب قد جعلت من العمل الاجتماعي والتضامني «أحد أولوياتها البارزة»، وأنّه «رغم إرث ثقيل، وصعوبات عدة، وإكراهات متنوعة حرصنا على وضع إصلاحات اجتماعية كبرى همت فئات عريضة من مجتمعنا ومجالات ترابية عديدة». وزاد اليوسفي: «لقد كنا منذ البداية واعين تمام الوعي بأنّ هذه الإصلاحات الاجتماعية الكبرى بحكم طبيعتها سوف لن تعطي ثمارها إلا على المدى المتوسط والبعيد، ومن ثمّ سوف لن تنعكس فوراً على واقع عيش المواطنات والمواطنين. ومهما يكن الحال، فإنّ حرصنا كان قوياً على أن نجعل من الإنصاف والعدل والمساواة المبادئ الموجهة الرئيسية للسياسات والبرامج التي أعددناها في مجال العمل الاجتماعي والتضامني. غايتنا المثلى بهذا وضع حد للحيف والمعاناة، وتصحيح الأوضاع ومصالحة فئات عريضة من مواطنينا مع مؤسساتهم». ورأى اليوسفي، في معرض كلمته، أنّ الكتاب، بتضمينه حصيلة الإصلاحات الاجتماعية الكبرى التي أنجزتها حكومة التناوب خلال الفترة ما بين مارس (آذار) 1998 وأكتوبر (تشرين الأول) 2002، وباعتماده على معطيات مستقاة من مصدر الأحداث، بما هو ظاهر وخفي فيها، وبما لها وما عليها، فإن المؤلف الكراوي «سيشكل بحق قيمة مضافة عامة من داخل التجربة، كما من شأنه أن يلقي أضواء كاشفة على جوانب جوهرية من عمل حكومة التناوب، ومن التجربة التي قادها حزبنا (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) في مرحلة دقيقة من تاريخ بلادنا». من جهته، وصف الكراوي، في مقدمة كتابه، عبد الرحمن اليوسفي بـ«الرجل الاستثنائي الذي لعب دوراً حاسماً في تاريخ بلده بفعل وطنيته الصادقة والتزامه السياسي الخالص واستقامته الأخلاقية القوية وتفانيه اللامتناهي لخدمة الصالح العام». ورأى الكراوي، الذي يرأس اليوم «مجلس المنافسة»، أن اليوسفي «قاد تجربة سياسية فريدة، الأولى من نوعها في تاريخ المغرب المعاصر، ساهمت بكثير في إنقاذ البلاد من (سكتة قلبية حقيقية)، كما كانت في قلب الانتقال المؤسسي السلس والحضاري والهادئ بين ملكين، الملك الحسن الثاني، والملك محمد السادس. كما أسس لإصلاحات حقوقية واجتماعية، وساهم في تحقيق عدة مكتسبات على الصعيد الدولي لا تزال آثارها بادية تطل على واقع مغرب اليوم». وشدد الكراوي على أنه «لا يمكن للمحلل المحايد والملاحظ الموضوعي، سياسياً كان أم عالماً أم خبيراً، إلا أن يقر، ولو ببعض المكونات لهذه المكتسبات الجوهرية، كإصلاح مدونة التغطية الصحية، ومصالحة المغاربة مع تاريخهم، وحقوق المرأة، والمرافعة الدولية من أجل الوحدة الترابية للمغرب». وأوضح الكراوي أنه «كان لا بد، أخلاقياً واعتبارياً، واهتداء بفضيلة الاعتراف، التأريخ لعطاء هذا الرجل الاستثنائي، من خلال عرض الجوانب البارزة من سيرته ومسيرته، والتعريف بمضمون ومرامي الإصلاحات المهمة التي أسست لها حكومة التناوب التي قادها في الفترة الممتدة ما بين مارس 1998 وأكتوبر 2002». - بين ضفتين بين أول من أمس وصباح أمس، اقترح برنامج المعرض ندوات وموائد مستديرة همت مجالات متنوعة، كما واصل فقرته الخاصة بالطفل. وبينما ركزت ندوة «دور الثقافة في التنمية: حصيلة تجارب محلية»، على الثقافة باعتبارها رافعة أساسية لأي مشروع تنموي، بها يقاس تطور الدول وتقدمها الإنساني والحضاري، تناولت ندوة «بلاد شنقيط، مؤشرات التواصل الثقافي بين موريتانيا والمغرب»، دور الجغرافيات الثقافية في تحقيق تواصل دائم ومستمر بين البلدان والمدن، مما أسهم في انتشار وذيوع ثقافة مهاجرة وممتدة، فاتحة كوة لاستقراء مؤشرات هذا التواصل الثقافي الثنائي، عبر تاريخ مدينة مثلت مركزاً حضارياً ربط بين المغرب وموريتانيا. وضمن فقرة «بين ضفتين»، كان السؤال: «ماذا تعني لهم ترجمة الشعر؟»، الذي تناسلت عنه أسئلة «هل الترجمة مجرد نقل من اللغة الأصل إلى اللغة الهدف؟»، و«هل تتم بالنقل الحرفي أم بالنقل الدلالي أم بغيرهما؟»، و«هل ترجمة النقد مثل ترجمة الإبداع؟»، و«لماذا يترجم الشعر؟»، و«كيف يحافَظ على سلامة نقله؟»، و«هل ثمة صعوبات تعترض مترجم الشعر، وما هي طبيعتها؟». أما ندوة الرحلة، التي نظمها المركز العربي للأدب الجغرافي - ارتياد الآفاق، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، فانطلقت من أن الرحلة ليست مجرد وصف لأماكن وسرد لوقائع، وإنما كتابة لها أفق استراتيجي يقوم على تقريب المسافة بين الماضي والحاضر، من أجل العبرة واستشراف المستقبل برؤى جديدة لا تفرط في أدبية النص المحكيّ. وتحت سقف الإبداع الشعري، كان الموعد ضمن ندوة «شعر الهايكو»، مع شهادات وقراءات، سعت إلى الاقتراب أكثر من هذا اللون الشعري عبر الاستماع إلى شهادات حية في الموضوع والاستمتاع، أيضاً، بقراءات نصية مما أنتجه مبدعو ومبدعات هذا اللون الشعري، القادم من اليابان عن طريق الترجمة، الذي يقوم على الاختزال والتكثيف في العبارة.

مشاركة :