تظاهرة تراثية ثرية

  • 6/2/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ فجر السنة الهجرية المباركة 1436 ، والمجتمع الإماراتي بكل شرائحه يرتقب ويتأهب لليلة النصف من شعبان، التي كان موعدها ، يوم أمس ، وبدأ الاستعداد لها منذ ما قبل دخول أيام شهر شعبان بفترة. إن المجتمع الإماراتي الغني عن التعريف البشري والتاريخي والحضاري، لا يتعامل مع المناسبة السنوية كظاهرة مكرّسة لفعل ما، فالمسألة تتعلق بجزئيتين: الأولى إسعاد الأطفال الذين هم معنيون تماماً بالمناسبة، كتظاهرة تراثية ثرية بمفاهيمها ومعانيها الاجتماعية الترابطية، فيما جزئيتها الثانية معنية بالاستعدادات الحثيثة والحريصة على استقبال شهر رمضان الكريم، بكل ما يعنيه هذا الشهر من تحفيز للبذل والعطاء والكرم. تتسارع فئات المجتمع المختلفة، بإحياء هذه الليلة التراثية الشعبية، منذ الساعات الصباحية الأولى ليوم الرابع عشر من شعبان، وانتهاءً باللحظة الأخيرة من عصر اليوم، حتى أذان المغرب الذي يعلن فيه انتهاء التظاهرة الشعبية، والدخول إلى أجواء الليلة ليلة النصف من شعبان، التي ترتفع فيها أعمال البشر، والأماني بألا يكون هنالك شحناء وبغضاء بين الناس، حتى يتم الظفر بمغفرة من الله لجميع خلقه من المسلمين. هو تسارع وتنافس بين الفئات المجتمعية المختلفة، فعلى صعيد المؤسسات الحكومية الاتحادية منها والمحلية والخاصة والأهلية، يتم التنافس عبر الوسائل والأفكار الرامية إلى كيفية إبراز الحالة التراثية هذه، سواء من خلال الفعاليات داخل المؤسسة نفسها، لتكون الموارد البشرية للمؤسسة هي الفئة المستهدفة من الاحتفالية التراثية هذه، أو ما يتم من فعاليات ذات الصلة بالحالة التراثية هذه التي تتم خارج المؤسسة، وسواء أبرزت إعلامياً أو في نطاق مسابقات الجودة والتميز الحكومي عبر الخدمة المجتمعية. وعلى صعيد المدارس بمختلف مراحلها التعليمية، فإن الفئة المستهدفة هي الطلاب، وبخاصة أطفال الرياض والمراحل التأسيسية من الحلقة الأولى، لاسيما إذا ما تم إشراك الأُسر في مثل هذه الاحتفاليات التي تكسر الروتين التعليمي، حيث مثل هذه المناسبات التراثية، إنما هي دروس في التربية الوطنية، وفي إبراز هوية المجتمع الإماراتي. (عطونا حق الليلة. عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم)، نموذج لأهازيج يرددها الأطفال، جيلاً بعد جيل، في محافظة متواترة على الموروث الشعبي هذا، وجيل اليوم بحاجة ماسة إلى توجيه فكره، وتغذية ذاكرته، بمثل هذه الممارسات الوطنية، بما يؤدي إلى تربية جيل على الموروث الشعبي الأصيل، رغم التحديات التي يواجهها نتيجة ما أفرزته الهجمة الإلكترونية المتعددة والمتجددة والمتوثبة في كل حين.. وكل سنة، والتراث بألف خير، وخير. a_assabab@hotmail.com

مشاركة :