مفهوم الهوية في الشعر والسرد يحرّك الجلسة الأولى في «ملتقى النص»

  • 2/6/2020
  • 04:23
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ناقشت الجلسة الأولى من ملتقى النص أمس، عدداً من المحاور التي تدور حول الهوية والرواية والشعر، وأدار الجلسة التي انطلقت عند الساعة التاسعة من صباح أمس الأربعاء الناقد الدكتور سعد البازعي، وشارك في الجلسة الدكتور مرزوق بن تنباك، بورقة عن «مفهوم الهوية الوطنية»، أشار في ثناياها إلى أن العصر الحديث والحضارة المدنية المعاصرة بدآ بالهوية الوطنية التي تحقق الانتماء لسكان كل دولة باعتبار وحدتها السياسية واجتماع سكانها في كيان مستقل واحد، وإن تعددت ثقافاتهم ولغاتهم وأديانهم وألوانهم وأجناسهم.مبيناً أن المناهج، التي تعد لتربية الأجيال، اهتمت بتعميق الولاء والانتماء للهوية الوطنية الموحدة وترسيخها في وجدان الشباب وتأصيل دلالتها وإيضاح الجوانب المشرقة لحقوق الهوية الوطنية الجامعة وجعلها هي الرابطة الأقوى بين أفراد المجتمع.من جهة أخرى، شارك الدكتور محمد الشنطي بورقة حملت عنوان «الرواية السعودية والعلوم البينية: شرواية (فصام) للدكتور إبراهيم الخضير أنموذجاً»، وتناول الشنطي استثمار الرواية السعودية لبعض العلوم البينية رؤية وتشكيلاً، مشيراً إلى أن اختياره لرواية «فصام» جاء لكون مؤلفها الخضير استشاري في الطب النفسي، وكان لذلك أثر في الرؤية والبنية السردية؛ فالشخصية الرئيسة «عنبر» مصابة بمرض الفصام، وكان لمعرفة المؤلف العلمية بأطوار المصاب بهذا المرض، وما يمثله سلوكه في سياقه النفسي الاجتماعي أثره في بناء الرواية، إذ استشرف هذه الآفاق الموضوعية التي تستلزم المعرفة بالطب النفسي وما تفضي إليه من انعكاسات في بيئة خاصة على مستويات عدة. مبيناً أن الروائي استطاع أن يوظّف معرفته العلمية توظيفاً جمالياً أفضى إلى رؤية جديدة.وفي بحثه الموسوم «ملامح الهوية الوطنية في الشعر السعودي» يتخذ الباحث الدكتور ياسر أحمد مرزوق، أستاذ الأدب والنقد المساعد بقسم اللغة العربية بجامعة تبوك، من ديوان «وطني عشقتك»، للشاعر مُسلّم بن فريج العطوي، نموذجاً لإثبات فرضياته، إذ يشير إلى أن مفهوم الهوية انتشر وغطّى مجمل العلوم الإنسانية؛ بل وفرض نفسه على العديد من العلوم، مشيراً إلى أن ديوان «وطني عشقتك» واحد من تلك الدواوين الذي ركز فيه الشاعر على الوطن وحبه، وعلى الوطنية وجوهرها، ويأتي عنوان الديوان تأكيداً على مثل هذه المعاني. مستعرضاً في ضوء ذلك أبرز الملامح الأدبية والفنية في القصائد التي تناولت الوطن في ديوان الشاعر.كما شارك في الجلسة أستاذ الأدب العربي المشارك بجامعة جازان الدكتور محمد سيد علي عبدالعال، بورقة تناولت «دوائر الانتماء وتقاطبات الهوية في الخطاب الروائي السعوديّ»، أشار فيها إلى ظهور أنماط للشخصيات الروائية السعودية في القرن الماضي، لا تحمل خصوصية الهوية وملامحها المحددة المتمايزة، مرتئيا في ذلك «هروباً من سلطة القارئ، الذي تكتنفه سياقات ثقافية تؤطره، وتشكل ذائقته، فكان التخفي وراء شخصيات تحمل هويات مغايرة سبيل الروائيين في معالجة وجهة النظر، إلى أن تشكلت البنى الثقافية الجديدة في القرن الجديد، فكانت الجرأة التي ميزت سروده واقتحام المسكوت عنه».واتخذ عبدالعال من رواية «مجاعة»، للروائي الشاب جابر مدخلي (1981م)، نموذجاً للتدليل على الفرضيات في ورقته، معللاً هذا الاختيار بكون «مدخلي» أبرز الروائيين الذين تجلت لديهم تيمة الوطن التي شكلت دوائر الانتماء وتقاطبات الهوية في سرده المتصل بداية من روايته «مجاعة» مروراً بروايته البارزة «إثبات عذرية» ووصولاً إلى روايته الأخيرة «حوش عباس».وفي ورقته المعنونة بـ«ملامح الهوية في الشعر السعودي - ديوان (حزميّات) أنموذجاً»، يذهب الدكتور أحمد الهلالي، الأستاذ بجامعة الطائف، لبحث موضوع الهوية في الشعر السعودي، بجميع ملامحها الممكنة في عينة الدراسة في ديوان (حزميّات - ترانيم من وحي عاصفة الحزم)، مقدماً تعريفًا بموضوع الهوية، وموضوع الوطن، ثم مفهوم (الهوية الوطنية)، متتبعاً من ثم ملامح تلك الهوية بكل تمظهراتها وأبعادها في قصائد الشعراء السعوديين عبر الديوان، قيد النظر والبحث.ويرصد الدكتور صالح العمري، في ورقته «الهوية المتخيلة: البداوة لدى الشعراء الشباب في المملكة العربية السعودية»، إذ سعى في ورقته إلى الكشف عن المكونات الخفية للهوية البدوية والصور الكامنة للذات والآخر التي يستحضرها الشعراء الشباب في دواوينهم وقصائدهم. وعن مدى الواقعية والوهم في هذه الصور. كما أثارت الورقة السؤال حول دور الهوية الصغرى (البداوة) في ظل الوطن كهوية كبرى تحتضن وتشمل الجميع.واختار الدكتور عمر بن عبدالعزيز المحمود حقل القصة مسرحاً لبحثه، في ورقة بعنوان «تلقي القصة السعودية عند النقاد العرب: مقاربة بكري شيخ أمين أنموذجاً»، مبيناً أن من أشهر النقاد العرب الذين قاربوا الإنتاج الأدبي السعودي بأجناسه المتنوعة الدكتور بكري شيخ أمين في كتابه (الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية) الذي لاحظ في ذلك الوقت المبكر إهمال الدراسات النقدية للأدب السعودي، فعكف على دراسته، محاولاً أن يستقصي بواكير الفنون الأجناس الإبداعية التي ركضت أقلام الأدباء السعوديين في مضمارها.< Previous PageNext Page >

مشاركة :