يشعر ليث أحمد بالقلق كلما نظر في المرآة مع اقتراب تطبيق قرار تنظيم "داعش" إطلاق "دوريات اللحى" لمعاقبة من يحلق لحيته في الموصل، ما قد يؤدي إلى سجن هذا الشاب الأمرد. ووزع تنظيم "داعش" منشورات في مدينة الموصل، التي تعد أهم معاقلهم في العراق، خلال الأسابيع الأخيرة معلنة أن إطالة اللحى أصبح أمرا إلزاميا منذ الأول من حزيران (يونيو). ويقول هذا الشاب البالغ من العمر 18 عاما ولم يفصح عن اسمه الحقيقي خوفا من العقوبة إن "شعر وجهي بطيء في النمو خصوصا في سني". ويضيف لوكالة الأنباء الفرنسية من الموصل "أنا خائف كثيرا لأن تعاملهم قاس جدا مع أي شخص يعارض أو يتجاهل تعليماتهم". وتابع "أعمل في فرن للخبز، وهذا يعني أنه يجب علي مغادرة المنزل والاحتكاك مباشرة مع مسلحي "داعش" يوميا". بدوره، يقول علي ناظم 30 عاما وهو سائق تاكسي من أهالي الجانب الشرقي للمدينة، إنه لم يكن قادرا على إطالة لحيته أو حتى شاربه بسبب مرض "الطفح الجلدي" الذي يعانيه. وقال إنه قدم تقارير طبية إلى ديوان الحسبة (شرطة داعش) "لكنهم لم يأبهوا.. وقال لي أحدهم من الأفضل لك البقاء في البيت إذا قمت بحلاقة لحيتك". والموصليون أساسا عالقون داخل مدينتهم، ومن يرغب في مغادرة المدينة، عليه الحصول على موافقة من قبل التنظيم، وتقديم سند ملكية عقار أو سيارة قد تصادر في حال عدم عودة الشخص خلال مدة محددة. ويقول علي "يجب الاختيار بين الإصابة بالمرض أو المخاطرة بالتعرض للجلد أو السجن، من أجل تأمين معيشة عائلتي". وكان عناصر طالبان أفغانستان ينشرون ما يطلق عليه دوريات اللحى التي قد ترسل الرجال إلى السجن لمدة تراوح بين ثلاثة أيام وأسبوع في حال حلقوا لحاهم. سكان الموصل يقولون إن عناصر تنظيم "داعش" وضعوا سياسة أكثر تشددا على حلاقة اللحى، من خلال فرض قوانين خاصة.
مشاركة :