الرياض يوسف الكهفي دعا استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة جامعة الملك سعود الطبية، الدكتور أحمد باهمام، إلى رفع الرسوم الجمركية على شركات التبغ ووضع صور أكثر بَشاعةً على علب السجائر لتنفير المدخنين منها، في وقتٍ طالب مدير المدينة، الدكتور عبدالرحمن المعمر، بتكامل الأدوار بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص لمكافحة التدخين عبر تنويع برامج التوعية. واعتبر الدكتور باهمام، خلال فعالية نظمتها المدينة الطبية في جامعة الملك سعود أمس احتفاءً باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، أن التجارب العالمية أثبتت نجاعة إجراءي رفع الرسوم الجمركية على شركات التبغ، ووضع صور بشعة على علب السجائر. واستشهد ببعض الدول الغربية، التي تُلزِم بوضع صور على العلب تنفِّر بعض المدخنين وتجعل شراءها أمراً غير جذاب «عبر رصد وتجسيد حالة مصابين بأمراض خطيرة». ووفقاً لمدخنين؛ فإن الصور التحذيرية الموجودة على جانبي علب السجائر المتداولة في المملكة لا تدفعهم إلى الإقلاع عن شرائها كونها غير مخيفة بدرجة كبيرة؛ فهي إما صورة شخص ذابت الأجزاء الأمامية من أصابع يده التي تتوسطها سيجارة أو ثانية لسيجارة مشتعلة أو ثالثة لامرأة في مرحلة الحمل، ويبدو أنها تعاني من متاعب صحية. وتختلف العبارات المذيِّلة للصور من شركة إلى أخرى. وتكتفي شركات بكتابة «التدخين يسبب الوفاة المبكرة»، فيما تكتب أخرى «التدخين يحرق أعضاء الجسد بأكثر من 25 مرضاً بما في ذلك السرطان والأمراض القلبية»، أما صورة المرأة الحامل فتتذيلها عبارة «دخان التبغ يؤذي الجنين وقد يؤدي لنقص الوزن عند الولادة أو الولادة المبكرة». ويقول مقيمون مصريون إن علب السجائر المتداولة في بلدهم تحمل صوراً أبشع لأمراض اللثة واللسان والرئة. من جهته؛ حثَّ المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية، الدكتور عبدالرحمن المعمر، على تكامل الأدوار بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لمكافحة التدخين عبر برامج توعية متنوعة، متوقعاً أن يؤدي ذلك إلى الحد من الآثار الصحية والاقتصادية الوخيمة التي يتكبدها المجتمع. ولاحظ المعمر أن الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الذي صادف أمس الأول؛ يأتي في ظل تطورٍ جوهري على صعيد مكافحة التدخين في المملكة «تمثَّل في صدور نظام مكافحة التدخين». ووصف النظام بـ «نقلة نوعية في جهود مواجهة هذه الآفة في أوساط المجتمع السعودي عطفاً على ما اشتمل عليه من بنود ومواد تعزِّز مكافحتها». وأوضح أن «النظام اشتمل على بنود تغطي كل الجوانب المتعلقة بالتبغ، ويُتوقَّع أن يكون لها أثر واضح وملموس في دعم المكافحة والوقاية»، معتبراً صدوره بداية لمرحلة مفصلية ومهمة في جهود مكافحة التدخين بالمجتمع السعودي. إلى ذلك؛ رأى استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مدينة جامعة الملك سعود الطبية، الدكتور خالد السواط، أن اتفاقية منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ غير مفعَّلة بشكل واضح في المملكة رغم توقيعها عليها، مرجحاً «وجود شروط وعقبات في التنفيذ تقود إلى التعطيل». في السياق نفسه؛ عدَّ استشاري طب الأسرة والمجتمع في كلية الطب بالجامعة الدكتور يوسف التركي، جهود التوعية بأضرار التدخين داخل المملكة غير كافية أو فعالة. وشدد على الحاجة إلى «تنسيق وتنظيم وتفعيل بين جميع القطاعات المعنية الصحية والتعليمية والجمعيات الخيرية وغيرها» و»أن يتم التركيز بشكل كبير على دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في التكاتف لمواجهة هذه الآفة الخطيرة». ودعا التركي إلى توفُّر أساليب علاجية محفزة للمدخنين، خصوصاً الشباب لدفعهم إلى التخلص من السجائر نهائياً وحمايتهم من دعاية شركات التبغ، مذكِّراً بأن الأبحاث العلمية أثبتت أن التدخين في المملكة يبدأ في مرحلة المراهقة. وربط بين مكافحة التدخين والتخطيط لصحة الفرد والمجتمع، ونبَّه إلى وجود جدوى اقتصادية لبرامج المكافحة «لأن العلاج يتكلف أموالاً طائلة يمكن توفيرها وتوجيهها إلى الصحة العامة».
مشاركة :