الدوحة - هبة البيه: أكّد عددٌ من الخبراء والمختصين في الصحة النفسية والرياضيين السابقين، أهمية دور الرياضة في تحسين الصحة النفسية والجسدية لجميع أفراد المجتمع، باعتبارها مقوماً أساسياً لبناء المجتمعات. وقال الخبراء والمختصون إنه كلما زادت أعداد ممارسي الرياضة في المجتمع تراجعت أعداد مراجعي المستشفيات الذين يعانون من العديد من الأمراض. جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» بعنوان «الرياضة والصحة النفسية.. تكامل اللياقة»، وذلك بمناسبة اليوم الرياضي للدولة، بحضور عدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية والمجتمعية وبدعم من جمعية قطر الخيرية، الشريك الإنساني، على مسرح الدراما بمؤسسة الحي الثقافي «كتارا». ناقشت الندوة، التي أدارتها الإعلامية ابتسام الحبيل بحضور السيد سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، والكابتن أحمد خليل نجم المنتخب الوطني السابق، والدكتور ناصر المنافي من جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، العديد من القضايا المرتبطة بدور الصحة النفسية في تعزيز الأداء الرياضي والمقومات النفسية لتنشئة جيل من رياضيي النخبة والتعامل مع ضغوط الأداء والصمود النفسي لديهم، والإعلام الرياضي وأثره على هذه الفئة من الرياضيين والجوانب النفسية وأثرها على الأداء الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة. وأكّد السيد سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة أنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين الرياضة وعلم النفس، مشيراً إلى أن أحد الأصدقاء أهداه كتاباً بعنوان «التداوي بالركض» لجيمس فيكس الذي يتحدث عن كيفية ربط الرياضة بالعامل النفسي، فعلى سبيل المثال في كرة القدم عندما يجد المدرب أو الإداري أمامه في الملعب 11 لاعباً و5 لاعبين احتياط وغيرهم نحو 22 لاعباً كل واحد منهم له ظروفه وأحواله الخاصة وكذلك نفسيته المختلفة، الأمر الذي يتعين أن يكون مع كل فريق رياضي طبيب نفسي يعزز صحة اللاعبين ليكون سبباً من أسباب قيادتهم للفوز. وتابع: اكتشفنا مع التجربة أهمية علم النفس في حياتنا وفي مختلف تعاملاتنا؛ سواء التعامل مع الأبناء وتعامل المعلم مع التلاميذ وتعامل زملاء العمل وغيرها من التعاملات التي تحتاج إلى المعززات النفسية، بما يجعل الحياة تسير نحو الأفضل. أكّد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم نائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة النفسية أن اليوم الرياضي للدولة، فرصة لنشر ثقافة الرياضة ،وتعزيز الصحة النفسية في المجتمع ونشر الوعي من خلال الجمعية، موضحاً أن الكثيرين يجهلون دور الرياضة في الصحة العامة، ويعتقدون أنها فقط لإنقاص الوزن، وهي في الحقيقة لها علاقة بالصحة العامة، والعقلية والنفسية، والجهاز العصبي. وقال محمد البنعلي المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء الصحة النفسية: حرصت الجمعية على أن تكون هناك مشاركة من المدارس، وكذلك من السيدات، للتأكيد أن الرياضة ليست للرجال فقط، لافتاً إلى أن حضور الندوة يتجاوز 220 مشاركاً. وأكّد أن أهمية هذا اللقاء تنبع من تزامنه مع اليوم الرياضي للدولة، انطلاقاً من أن الرياضة من العلاجات النفسية الطبيعية والمؤثرة في المجتمع، موضحاً أن مواصلة إقامة الندوات التثقيفية تحتاج في الوقت نفسه للمشاركة المجتمعية، ضمن تركيز الجمعية في خطتها للعام الجديد لتقديم مثل هذه الموضوعات لتوعية المجتمع. وقال: تركز الجمعية حالياً على تخريج ما يزيد على 100 مرشد نفسي ومجتمعي خلال العام الحالي، مع التركيز على تثقيف المجتمع أكاديمياً، منوهاً بأهمية الإرشاد النفسي، التي تكمن في تقديم خبرات مؤهلة في مجالات علم النفس والتشخيص والاستشارات النفسية، وأوضح في هذا السياق أن المرشدين النفسيين سوف يساعدون الجمعية في المستقبل للقيام بدورها.
مشاركة :