عادت الحياة إلى طبيعتها بحذر في الصين وباشر الملايين أعمالهم بعد توقف دام لأكثر من أسبوعين في أجواء من الاضطراب بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 900 شخص حتى الآن، ورغم استئناف المؤسسات أعمالها إلا أن الحياة مازالت مشلولة إلى حدّ كبير بسبب هذا المرض، في حين حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن ما ظهر من هذا الداء العالمي قد لا يكون حتى الآن «سوى رأس جبل الجليد». وتبقى مناطق عديدة يعيش فيها الملايين من الناس خاضعة لقيود على الحركة لا سيما مقاطعة هوباي حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى والخاضعة لحجر صحي بحكم الأمر الواقع. وسمحت مدن ومقاطعات عدة باستئناف العمل في 11 فبراير، لكن طلبة المدارس سيواصلون عطلتهم، بينما سمحت شركات لموظفيها بالعمل من المنزل. وأسفر فيروس كورونا المستجد عن وفاة 908 أشخاص في الصين القارية حيث تجاوز عدد الإصابات 40 ألفاً، وفق آخر حصيلة صادرة عن السلطات، ما يشير إلى استقرار في تفشي الداء. وخلال الساعات الـ24 الماضية، سجلت 97 حالة وفاة في الصين القارية، 91 منها في هوباي. وأحصت الصين 3 آلاف إصابة جديدة. وباتت الحصيلة العالمية 910 وفيات ويمكن أن تتزايد أعداد الإصابات خارج الصين مع انتقال العدوى لأشخاص لم يسافروا قط إلى الصين، كما حذر الأحد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية. وكتب في تغريدة «سجلت حالات إصابات مقلقة لأشخاص ليس لهم تاريخ بالسفر» إلى الصين. وأضاف أن «تسجيل عدد قليل من الحالات يمكن أن يشير إلى تفشٍ أوسع في دول أخرى؛ باختصار، نحن لا نرى إلا رأس جبل الجليد». في الأثناء، من المقرر وصول «بعثة دولية من الخبراء» تابعة لمنظمة الصحة العالمية يديرها بروس أيلوارد وهو خبير عمل في حالات طوارئ صحية سابقة، إلى الصين. وبحسب تيدروس «على كل الدول الاستعداد لوصول محتمل للفيروس وبذل أقصى الجهود لاحتوائه».وكانت المنظمة قد طمأنت الأحد بأن معدل تزايد الإصابات اليومية في الصين مستقر، رغم أنه من المبكر جداً تأكيد أن الأسوأ قد مضى. ووصفت الحكومة البريطانية فيروس كورونا المستجدّ بأنه تهديد «خطير ووشيك للصحة العامة» وأعلنت اتخاذها تدابير لحماية السكان. وفي بكين كما شنغهاي، عادت حركة السير بشكل طفيف، أمس، إلى الطرقات، لكن الازدحام الاعتيادي الذي تشهده هاتان المدينتان العملاقتان كان غائباً. في جنوب الصين، أعلنت مقاطعة غوانتشو أن حركة النقل العام ستعود إلى وتيرتها المعتادة، في حين أشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نسبة ارتياد مترو بكين كانت أقل بخمسين بالمئة من المعتاد خلال يوم عمل عادي في الأسبوع. ويسود قلق أوساط الموظفين العائدين إلى أعمالهم. وقال عامل في صالون تجميل فرغ من زبائنه في حي تجاري في العاصمة لوكالة فرانس برس «نحن قلقون طبعاً»، موضحاً «إذا دخل زبائن، نقوم بقياس حرارتهم، ونعرض عليهم استخدام معقم ونطلب منهم غسل يديهم». وما زال العديد من المتاجر والمطاعم والأماكن العامة كصالات السينما والرياضة مغلقة في كافة أرجاء البلاد. ونصحت بلدية شنغهاي الموظفين داخل المكاتب بعدم التجمع مع اعتماد ساعات عمل متداخلة وتفادي تناول الطعام بشكل مشترك بين الزملاء الذين عليهم أن يحافظوا على مسافة تزيد عن متر فيما بينهم. كما فرض إطفاء أنظمة التهوية. بحسب تطبيق «دينغ تالك» للتواصل الاجتماعي المهني، استخدم 200 مليون شخص خدمات الموقع ليتمكنوا من العمل من بيوتهم.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :