عندما يجعلك المدير تنتظر .. لماذا لا تخرج؟

  • 2/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صديق لي فعل شيئا في ذلك اليوم، كثيرا ما كنت أرغب في فعله بنفسي، لكني كنت جبانة جدا ولم أقو على المحاولة. غادر صديقي مكتب الرئيس التنفيذي. وكانت النتيجة مشجعة للغاية، ما جعلني أعتقد أن مزيدا من الناس يجب أن يفعلوا الشيء نفسه. صديقي، كين هدسون، هو مستشار أعمال أسترالي، ذهب قبل أسبوعين إلى مكتب في سيدني تابع لمنظمة معروفة إلى حد ما، لعقد اجتماع مدته نصف ساعة مع رئيسها التنفيذي. قبل يومين أكد الرئيس التنفيذي، عبر بريد إلكتروني، أن الاجتماع سيكون في الواحدة بعد الظهر. وصل هدسون قبل الموعد المحدد وطلب من موظف الاستقبال أن يخبر رئيسه بأنه في البهو، وأنه كان سعيدا للانتظار حتى الموعد المحدد. بحلول الساعة 1:10 كان لا يزال ينتظر. الساعة 1.15 كان منزعجا. سأل موظف الاستقبال: هل الرئيس التنفيذي يعرف بالتأكيد أنني هنا؟ "نعم يعرف"، أجاب موظف الاستقبال. مرتين. عند الساعة 1:20 لم يكن هناك أي رد من الرئيس التنفيذي وكان هناك اجتماع آخر ينبغي أن يحضره، فغادر هدسون. في تلك الليلة، نشر سؤالا على منصة "لينكد إن": هل كان من المنطقي المغادرة بعد انتظار 20 دقيقة بدون أي تفسير لحضور اجتماع مدته 30 دقيقة؟ أم كانت هذه هي القواعد الجديدة للعبة؟ قال لي الأسبوع الماضي: "لقد كنت مهتما اهتماما حقيقيا"، موضحا أنه كان خارج حياة الشركات اليومية لأعوام، رغم ذلك كان يعرف أن من السذاجة أن يتوقع الالتزام بالمواعيد في عالم الأعمال المتسارع اليوم. أكد له أشخاص على منصة "لينكد إن" أنه فعل الأمر الصواب. قال بعضهم إن سلوك الرئيس التنفيذي شائع بشكل محبط، وقال كثيرون إنهم اعتمدوا قاعدة المغادرة بعد 15 دقيقة من الانتظار. بدا الرئيس التنفيذي نفسه وكأنه يؤكد الحكمة من هذا الأسلوب. أرسل بريدا إلكترونيا في اليوم التالي للاعتذار وترتيب اجتماع جديد، هذه المرة لمدة ساعة. مع ذلك، لم أكن مقتنعة تماما بذلك. من ناحية، كثير من الأمور تعتمد على من تحاول الاجتماع معه. أنجيلا ميركل من بين كثير من القادة الذين ينتظرون فلاديمير بوتين المعروف بعدم التزامه بالمواعيد. ليس لديهم الخيار. ولا أنا أيضا في الليلة التي جلست فيها حتى الساعة 1.15 صباحا في أحد فنادق هافانا مع وزير خارجية زائر، كان مقررا أن يلتقي بفيدل كاسترو، الذي ألغى الاجتماع في نهاية المطاف. إذا كان الرئيس التنفيذي لـ"فاينانشيال تايمز" يقرأ هذا، فهو يعلم أنه يمكنه أن يجعلني انتظر أكثر من 15 دقيقة في أي وقت يحب، طالما أنني أريد الاحتفاظ بوظيفتي. على الرغم من ذلك كلما فكرت في الأمر أكثر، استطعت أن أرى أن هناك أوقاتا يكون فيها الخروج أمرا منطقيا. بداية، تشير أبحاث إلى أن الاجتماع الذي لا يبدأ في الوقت المحدد يعد مزعجا. الاجتماعات التي تبدأ متأخرة عشر دقائق، يبدو أن الإحباط الذي يشعر به المشاركون فيها يمتد إلى الاجتماع نفسه، بحسب ما كتب الأكاديمي الأمريكي، ستيفن روجلبرج، في كتابه الصادر عام 2019 بعنوان "علم الاجتماعات المفاجئ" The Surprising Science of Meetings. من المحتمل أن يقاطع الأشخاص بعضهم بعضا طوال الوقت، وبصفة عامة تنتج الاجتماعات المتأخرة عددا أقل من الأفكار الجديدة أو الجيدة. هذا أمر مؤسف بالنظر إلى دراسات البروفيسور روجلبرج التي تظهر أيضا أن الاجتماعات تميل إلى أن تبدأ متأخرة 50 في المائة من الوقت. قد تكون الأمور مختلفة في الاجتماعات التي تتم بين شخصين، خاصة إذا كانت مقابلة عمل. الانتظار من دون أي سبب ينبغي أن يكون تحذيرا من أن هذه منظمة يجب تجنبها. في النهاية، أفضل حجة للانسحاب هي الشعور بالرضا العميق للحفاظ على كرامة الفرد، خاصة إذا كان من الممكن أن تحذو حذو المستثمر الاسكتلندي، هيو هندري. هندري كان في السابق مديرا لصندوق تحوط، سافر ذات مرة من المملكة المتحدة إلى البرازيل لمقابلة الرئيس التنفيذي لشركة تمتلك فيها إحدى صناديقه نحو 5 في المائة. أخبر موقع "فاليو ووك" ValueWalk لأخبار المستثمرين لاحقا أنه عند وصوله، ظل ينتظر في مكتب جدرانه زجاجية يمكنه من خلالها رؤية الرئيس التنفيذي. في النهاية ظهرت امرأة شابة ليس لديها خبرة عملية في مجال الأعمال التجارية لتقول إن الرئيس التنفيذي كان مشغولا ولكن يمكنها أن تأخذ أسئلته. أخرج هندري هاتفه وهو غاضب، وأخبرها أن معه أحد متداوليه على خط الاتصال السريع، وأنه سيبيع 1 في المائة من الأسهم في كل خمس دقائق يفشل فيها رئيسها في الالتزام بالموعد المحدد. قال: "لم يأت، لذلك كنت وكأنني أقول ’سحقا لك‘ لقد بعتها". أضاف: "لحسن الحظ أنني فعلت ذلك لأن سعر السهم انخفض في الواقع". بالتأكيد، كان يمكن أن يسير الأمر في الاتجاه الآخر. لكن حتى لو حدث ذلك، أنا متأكدة من أن ألم الخسارة كان سيتلاشى مع فرحة الانتقام البسيطة.

مشاركة :