حكم جوزة الطيب ؟ علي جمعة يحدد الكميات المُباح شرعا استخدامها

  • 2/12/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حكم جوزة الطيب .. سؤال حائر بين الناس، خاصة أن البعض يتسخدمها في طهي الطهام، وعرفت شجرة جوزة الطيب منذ قديم الزمان، واستخدمت ثمارها كنوع من «البهارات» التي تعطي للأكل رائحة زكية، واستخدمها قدماء المصريين دواء لآلام المعدة وطرد الريح.وترفع شجرة جوزة الطيب حوالي عشرة أمتار، وهي دائمة الخضرة، ولها ثمار شبيهة بالكمثرى، وعند نضجها يتحول ثمرها إلى غلاف صلب، وهذه الثمرة هي ما يعرف بجوزة الطيب، ويتم زراعتها في المناطق الاستوائية، وفي الهند، وإندونيسيا وسيلان.وتؤثر جوزة الطيب كتأثير الحشيش، وفي حالة تناول جرعات زائدة يصاب المرء بطنين في الأذن وإمساك شديد وإعاقة في التبول وقلق وتوتر وهبوط في الجهاز العصبي المركزي والذي قد يؤدي إلى تسمم والوفاة.حكم جوزة الطيب في المذاهب الاربعةاختلفت آراء العلماء فيها إلى قولين: فجمهور العلماء على حرمة استعمال القليل منها والكثير، وذهب آخرون إلى جواز استعمال اليسير منها إذا كانت مغمورة مع غيرها من المواد، وقال ابن حجر الهيتمي - المتوفى سنة 974 هجرية - عن جوزة الطيب -: "عندما حدث نزاع فيها بين أهل الحرمين ومصر واختلفت الآراء في حلها وحرمتها طرح هذا السؤال: هل قال أحد من الأئمة أو مقلِّديهم بتحريم أكل جوزة الطيب.وصرح شيخ الإسلام ابن دقيق العيد بأنها مسكرة، وبالغ ابن العماد فجعل الحشيشة مقيسة عليها، وقد وافق المالكية والشافعية والحنابلة على أنها مسكرة فتدخل تحت النص العام: «كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام»، والحنفية على أنها إما مسكرة وإما مخدرة، وكل ذلك إفساد للعقل، فهي حرام على كل حال".لا حرج في استعمالها بمقادير قليلةوفي مؤتمر «الندوة الفقهية الطبية الثامنة .. رؤية إسلامية لبعض المشاكل الصحية» المواد المحرمة والنجسة في الغذاء والدواء " والمعقود بدولة الكويت، في الفترة من 22 -24 من شهر ذي الحجة 1415هـ الذي يوافقه 22 - 24 من شهر مايو 1995، قالوا: «المواد المخدرة محرمة، لا يحل تناولها إلا لغرض المعالجة الطبية المتعينة، وبالمقادير التي يحددها الأطباء وهي طاهرة العين، ولا حرج في استعمال جوزة الطيب في إصلاح نكهة الطعام بمقادير قليلة لا تؤدي إلى التفتير أو التخدير.وأوضح الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي: أنه "لا مانع من استعمال القليل من جوزة الطيب لإصلاح الطعام والكعك ونحوه ،‏ ويحرم الكثير؛‏ لأنها مخدِّرة".حكم جوزة الطيبأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أنه يجوز القليل من جوزة الطيب الذي لا يؤدي إلى فتور الجسم، ويحرم الكثير الذي يؤدى إلى الشعر بالخمول والكسل.وأوضح الدكتور علي جمعة، في إجابته عن سؤال: «ما حكم جوزة الطيب ؟» أن جَوْزُ الطِّيب: ثمار شبه كروية، وأشجارها هرمية عالية، وهي منبه لطيف يساعد على طرد الغازات من المعدة، ولها تأثير مخدر إذا أخذت بكميات كبيرة، وتؤدي إلى التسمم إذا أُخِذَت بكميات زائدة، ولها رائحة زكية وطعم يميل إلى المرارة، وقشور جافة عطرية، ويستخلص منها دهن مائل للاصفرار يعرف بدهن الطيب يحتوي على نحو 4% من مادة مخدرة تعرف بالميرستسين، والباقي جلسريدات لعدد من الأحماض الدهنية، منها: الحامض الطيبي، والحامض الدهني، والحامض النخلي، ويدخل دهن الطيب في صناعة الروائح العطرية، ويضاف إلى الحلوى وبعض أصناف المأكولات، كما يستخدم في الصابون، ولجوز الطيب استخدامات كثيرة في علاج بعض الأمراض، كما يُستخدم في تطييب الطعام والشراب.وواصل: أنه اتفق الفقهاء على تحريم أكلها وتناولها بكميات كبيرة يحصل معها السكر، وأجاز جماعة من الأئمة الاستعمال القليل لها الذي لا يؤدي إلى التخدير أو السكر؛ قال الإمام الرملي الشافعي في "فتاويه" (4/ 71): [وقد سئل عن حكم أكلها، فأجاب: نعم يجوز إن كان قليلًا، ويحرم إن كان كثيرًا].ونقل قول العلامة الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 90، ط. دار الفكر): «قال البرزلي: أجاز بعض أئمتنا أكل القليل من جوزة الطيب لتسخين الدماغ، واشترط بعضهم أن تختلط مع الأدوية، والصواب العموم».وأكد أنه لا بأس بالتجارة في جوزة الطيب بالضوابط المقررة في أصول التجارة والتي تعتمدها منظمات الأغذية والصحة المحلية منها والدولية؛ إذ إن من يشتريها غالبًا يستخدمها على الوجه الجائز، ومن استعملها على الوجه المحرم فالحرمة عليه وحده؛ لأن "الحرمة ما لم تتعين حلَّت".

مشاركة :