أردوغان يطلق حربه الكلامية مع تضييق الجيش السوري الخناق على إدلب

  • 2/12/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - سيطر الجيش السوري الثلاثاء على كامل الطريق الدولي بين حلب ودمشق بعد أسابيع من هجوم عسكري واسع بدعم روسي في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن "سيطرت قوات النظام الثلاثاء على منطقة الراشدين الرابعة عند أطراف مدينة حلب الغربية، لتستكمل بذلك سيطرتها على كامل الطريق الدولي للمرة الأولى منذ العام 2012". وتُشكل استعادة الطريق الدولي، الذي يعبر مدناً عدة من حلب شمالاً مروراً بدمشق وصولاً إلى الحدود الأردنية جنوباً، هدفاً رئيسياً لدمشق منذ فقدت السيطرة على أجزاء منه مع بدء توسع الفصائل المعارضة في العام 2012. وعلى ضوء تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم ميداني هام على حساب الجماعات المسلحة، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى البحث عن حل يحفظ ماء الوجه فقد ترأس الثلاثاء اجتماعا رفيع المستوى، لـ"الرد بأقصى صورة ممكنة" على الهجوم الذي تعرضت له قوات تركية في إدلب حسب ما أوردت وكالة الأناضول. وذكر أردوغان أنه سيعلن الأربعاء خطة مفصّلة لكيفية التعامل مع التطورات في إدلب. وعُقد الاجتماع بحضور نائب الرئيس فؤاد أوقطاي، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي آكار، ورئيس هيئة الأركان العامة التركية يشار غولر، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، ورئيس مكتب الاتصالات بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون. وكانت تركيا أعلنت الاثنين مقتل خمسة من جنودها وإصابة خمسة آخرين في هجوم شنه الجيش السوري في إدلب. اقرأ أيضا: استهداف الجنود الأتراك رسالة روسية عن جدية الحسم العسكري وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنها ردت بسرعة على الهجوم وفقا لقواعد الاشتباك وحق الدفاع المشروع عن النفس. كما توعّد أردوغان بأن الحكومة السورية ستدفع "ثمنا باهظا للغاية" لهجومها على القوات التركية. ومازال الرئيس التركي يدفع بالجنود والآليات إلى المناطق السورية في حركة استعراضية هادفة إلى إظهار القوة وبحثا عن حل يحفظ ماء الوجه. ويحذر خبراء عسكريون من أن هذه المناورة قد تورط تركيا في حرب بلا أفق تجد فيها نفسها بمواجهة مباشرة مع روسيا وقوات النظام السوري، فضلا عن ميليشيات موالية لإيران. وأرسلت أنقرة تعزيزات كبيرة إلى منطقة إدلب حيث يوجد جنود أتراك بالفعل في 12 نقطة مراقبة عسكرية بموجب اتفاق أبرمته مع روسيا وإيران بهدف تخفيف حدة القتال حول إدلب، آخر معقل كبير للمعارضة السورية. وتحاصر قوات الحكومة السورية حاليا عددا من نقاط المراقبة التركية في إدلب، لكن أنقرة أرسلت إلى المنطقة نحو خمسة آلاف جندي وأرتالا من المركبات العسكرية عبر الحدود تحمل دبابات وعربات مدرعة لنقل الأفراد وأجهزة رادار بهدف تعزيز وجودها. ويقول متابعون إن تركيا رغم الجلبة التي تحدثها على وقع تقدم الجيش، وإظهار التحدي لروسيا بيد أنها تعمل جاهدة خلف الكواليس لتجنب المواجهة خاصة وأنها غير مضمونة العواقب، في ظل غياب دعم غربي جاد. وتخشى تركيا أن تتجاوز العملية العسكرية للجيش السوري مسألة السيطرة على الطريقين الدوليين إلى انتزاع كامل محافظة إدلب ومحيطها، وهذا سيعني فقدانها لورقة مهمة تمنحها قدرة على فرض رؤيتها مستقبلا. وفقدت دمشق السيطرة على أجزاء واسعة من الطريق الدولي "ام 5" منذ بدء توسع الفصائل المعارضة في البلاد في العام 2012، إلا أنها على مر السنوات الماضية، وبفضل الدعم الروسي أساساً، بدأت تستعيد أجزاء منه تدريجياً في جنوب ووسط البلاد وقرب العاصمة دمشق. ولم يبق أمامها مؤخراً سوى الجزء الذي يمر من جنوب إدلب وصولاً إلى مدينة حلب من الجهة الغربية. ومحافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق روسي تركي يعود إلى العام 2018 نص على فتح طريقين دوليين يمران في المنطقة، بينهما طريق حلب-دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أن هيئة تحرير الشام لم تنسحب من المنطقة المحددة فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل. وتزامنت العملية العسكرية الأخيرة لقوات النظام مع توتر بين أنقرة ودمشق تخلله مواجهات بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى.

مشاركة :