الجيش السوري يُضيِّق الخناق على شرق حلب

  • 11/23/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل قوات الجيش السوري على تضييق الخناق على شرق حلب عبر شن هجمات على محاور عدة لتقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، وتكرارها دعوة المقاتلين إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في ذلك. وفي انتقاد لأدائه، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا بـ «تقويض» محادثات السلام بشأن سورية، على خلفية عرضه اقتراحاً رفضته دمشق الأحد يقضي بإقامة «إدارة ذاتية» للفصائل المعارضة في شرق حلب بعد انسحاب المقاتلين المتطرفين منها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «قوات النظام وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني تخوض معارك على جبهات عدة في حلب، خصوصاً في حي مساكن هنانو الواقع شمال شرق المدينة». وأشار إلى أنها تقدمت أيضاً داخل حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة، مشيراً إلى مقتل ثمانية مقاتلين معارضين على الأقل بينهم قيادي، نعته «حركة أحرار الشام» في وقت لاحق معرفة عنه بـ «قائد قطاع مدينة حلب». وقال عبد الرحمن الثلثاء إن قوات النظام باتت تسيطر على ثلث حي مساكن هنانو حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وأدرجت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق أمس (الثلثاء) تقدم الجيش في مساكن هنانو في إطار «عملية عسكرية ترمي إلى تضييق الخناق على المسلحين من الجهة الشرقية للمدينة». وتمكنت قوات النظام ليل الأحد من اقتحام الحي الذي يحظى بأهمية «رمزية» ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي الذين نزحت أعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، إلى الفرار خوفاً من اشتداد المواجهات. وقال عضو المجلس المحلي لمساكن هنانو ميلاد شهابي لـ «فرانس برس» ليلاً إن «المدنيين بدأوا بالفرار من الحي هرباً من الاشتباكات العنيفة» باتجاه الأحياء الجنوبية. وأضاف «نبحث لهم عن بيوت خالية ليبقوا فيها». وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء أخرى في شرق المدينة، وفق المرصد. وأفاد المرصد بحالات اختناق أصيب بها العديد من المواطنين في حيي القاطرجي وضهرة عواد إثر قصف بأربعة براميل متفجرة صدرت عنها روائح كريهة. ونقل عن مصادر طبية ترجيحها أن الاختناق ناتج من غاز الكلور. وفي إطار ممارسة مزيد من الضغط على الفصائل، دعت قيادة الجيش السوري في بيان أمس المقاتلين إلى السماح بخروج المدنيين والجرحى والمرضى الراغبين بذلك من الأحياء الشرقية، مطالبة بعدم اتخاذهم «كرهائن ودروع بشرية». وطالبت الأهالي بـ «تجنب الخروج إلى الشوارع إلا عند الضرورة الملحة»، مؤكدة أنها «تمتلك المعلومات الكاملة والدقيقة عن أماكن وجود المسلحين ومستودعاتهم ومقراتهم وترصد جميع تحركاتهم». وتزامن بيان الجيش مع إلقاء المروحيات مناشير مذيلة بتوقيع «طريق الخلاص»، عليها صورة لحافلة ركاب خضراء، تستخدم عادة في إجلاء المقاتلين والمدنيين من المناطق المحاصرة، مع تعليق جاء فيه «إلى من تورط بحمل السلاح يدنا ممدوة اليك إحجز مكانك قبل فوات الآوان». ويثير التصعيد العسكري في حلب قلقاً دولياً حيال مصير المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية والبالغ عددهم أكثر من 250 ألف شخص يعيشون ظروفاً مأسوية، خصوصاً بعد تعذر إدخال أي مساعدات اليهم منذ يوليو/ تموز الماضي. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي أمس أن «الأمم المتحدة بشخص مبعوثها ستافان دي ميستورا تقوض منذ أكثر من ستة أشهر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الأطراف السورية بدون شروط مسبقة». وأضاف من مينسك «ليس على الأرجح أمام المعارضين الوطنيين والحكومة السورية من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم وتنظيم حوار سوري-سوري».

مشاركة :