تشير نتائج الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين بولاية نيوهامشير إلى تصدر الاشتراكي الديمقراطي، بيرني ساندرز، يليه رئيس البلدية السابق الوسطي، بيت بوتيدجيدج، لكن تقدم ساندرز في نيوهامشير، وظهور اسمه بقوة قبلها في انتخابات آيوا؛ يثير ذعرا بين الديمقراطيين وانقساما بين القبول والرفض وسط الناخبين في الولايات المتحدة.ورغم أن آخرين مثل جو بايدن نائب الرئيس السابق، الذي كان يعد الأوفر حظا للفوز بترشيح الديمقراطيين، إلا أن اسم السيناتور الاشتراكي اليهودي، ساندرز، برز بقوة كمنافس محتمل للرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة.وينقسم الديمقراطيون والناخبون الأمريكيين حول "ساندرز" الذي يريد إعادة تشكيل نظام الرعاية الصحية الأمريكي، وإنهاء الرسوم الدراسية في الجامعات العامة، ومنح العمال حصص ملكية جزئية في الشركات التي يعملون فيها بشكل رسمي، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".إقرأ أيضا استقالات جماعية بوزارة العدل.. هل تدخل ترامب لتبرئة حليفه المخادع؟بيرني ساندرز يعلن فوزه في انتخابات الديمقراطيين بولاية نيوهامشيروتشير الصحيفة إلى ما حدث في انتخابات 2016 عندما عرقلت اللجنة العليا في الحزب الديمقراطي ترشيح ساندرز ودعمها منافسته هيلاري كلينتون، خاصة في ظل وجود حديث عن تزوير نتائج انتخابات آيوا، إضافة إلى الانقسام الديمقراطي، يبدو أن الناخبين في حالة من الاختلاف أيضا ما إذا كانت سياسة ساندرز قد تكون مجحفة بالنسبة لأصحاب العمل، أم أن لشعبيته الفضل في اغتنام فرصة لمنافسة "المحتال الغني"، حسبما يصف أحد المغردين الرئيس الأمريكي.ويرى تيموثي ايجان وهو أحد المشاركين في الحملة إن شعبوية ساندرز لا يمكنها أن تهزم حملات ترامب، موضحا أن السيناتور الاشتراكي كان له الفضل في تعميم الأفكار التقدمية مثل فرض ضرائب أعلى على الأغنياء، لكنه أشار إلى أن الاشتراكية تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب فقط.بينما تشير صحيفة تايمز في تقريرها إلى أن ساندرز يتبنى استراتيجية غير ناجحة حيث يقول أنصاره إنه يستطيع توسيع دائرة الناخبين لتشمل ما يكفي من عشرات الملايين من الناخبين في البلاد لتعويض أي صوت وسطي قد يخسره في باقي الضواحي، مشيرة إلى أن تلك الزيادة المنشودة لم تظهر بشكل واضح سوى في ولاية آيوا.لكن يظل الانقسام الديمقراطي عائقا أمام صعود ساندرز، بينما يرجح محللون أن تحاز بعض الأصوات لفكرة وحدة التكتل الديمقراطي والميل إلى دعم ساندرز معتبرين أن ائتلاف متعدد الأعراق من الطبقة العاملة يمكن أن يشكل التحدي الأفضل ضد ترامب مشيرين إلى أن عدد كبير من الناخبين بينهم الديمقراطيين لم يكونوا متحمسين بما فيه الكفاية إلى هيلاري كلينتون.وتشير الصحيفة إلى أصوات ديمقراطية أخرى ترى أن ساندرز وحده هو القادر على إحراج ترامب، خاصة وأن المنافسة ستكون لها طابع خاص "الشعبوي الذي يريد الفوز ليؤمن لك الرعاية الصحية وإلغاء ديونك" مقابل الثري "الذي لا يهتم إذا كنت تعيش أو تموت طالما يتقاضى رئيسك راتبه.فيما ترجح آراء أن ساندرز هو ما يحتاجه الحزب الديمقراطي لمنعه من التصدع، وعلى الرغم من اشتهاره بالثورية فإن السيناتور الاشتراكي أقل راديكالية مما يعتقد الناس، وفقا لنيويورك تايمز.واللافت للانتباه، أن صعود ساندرز أعاد الجدال في الأوساط الأمريكية حول إمكانية أن يرأس البيت الأبيض اشتراكي يهودي، وإن كان ما يدعو لتطبيقه السيناتور لا يحتاج إلى يساري أو اشتراكي لرؤيتها مثل التوظيف الكامل، التخلي الفعلي عن الدخول في الحرب، حماية البيئة، تأمين مزيد من الحقوق المدنية، إلا أن ساندرز اكتسب شهرته كاشتراكي ديمقراطي بعد انتتقده المنتظم لسياسة دونالد ترامب والاختلالات غير المقبولة في الرأسمالية الحديثة، معتمدا على الغضب الشعبي تجاه النظام الاجتماعي والاقتصادي في الولايات الأمريكية.بينما يرى آخرون أن ترامب وساندرز وجهان لعملة واحدة وأن دعم الأخير لما يوصف بـ الديمقراطية الاجتماعية يصعب تطبيقه كليا في الولايات الأمريكية، أما اليساريون يعتبرون ساندرز "ليس اشتراكيا" كونه يهدف لإصلاح الرأسمالية التي يهاجمها بدلا من نظام اشتراكي مختلف تماما.وفي النهاية، تصطدم احتمالية تصويت الأمريكيين لصالح سيناتور يطلق على نفسه اشتراكي ديمقراطي مثل ساندرز بـ"الحلم الأمريكي" والصراع الروسي الممتد، في وقت يرى فيه الجمهوريون على رأسهم ترامب أن نسب التصويت لصالح مرشح اشتراكي ضئيلة للغاية، حيث أكد ترامب مؤخرا أن إدارته لن تسمح لـ"الاشتراكية" بتدمير نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.وكان ترامب يرد على خطط المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين، بيرني ساندرز وإليزابيث وارن، اللذين اقترحا أنظمة رعاية صحية تديرها الحكومة بشكل كامل بدلا من تكفل الشركات الخاصة بإدارة التأمين الطبي لملايين الموظفين. ورغم ذلك تظهر أحدث الاستطلاعات أن غالبية الأمريكيين لن يصوتوا لمرشح اشتراكي في انتخابات الرئاسة لكن الفكرة كانت مقبولة لدى الديمقراطيين بشكل أكبر من المشاركين الجمهوريين.
مشاركة :