مصدر الصورةAFP/Getty ImagesImage caption أردوغان بالضرب في أي مكان برا وجوا قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الجيش التركي سيهاجم قوات الحكومة السورية في أي مكان، بالوسائل البرية أو الجوية إذا أصيب أي جندي تركي بسوء، في الوقت الذي تسعى فيه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعادة السيطرة على محافظة إدلب. وقد قتل حتى الآن 13 جنديا تركيا، على الأقل، في قصف القوات السورية لمحافظة إدلب خلال الأيام العشرة الماضية. ما الذي قاله أردوغان؟ وقال أردوغان، في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه، إن أنقرة عازمة على إجبار القوات السورية على التراجع إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية في شمال غربي سوريا، مع حلول نهاية الشهر الحالي. وطالب مسلحي المعارضة السورية المتحالفة مع تركيا بعدم إعطاء الحكومة ذريعة للهجوم. وأضاف أن القوات السورية تراجعت بالفعل إلى ما وراء الحدود التي اتفق عليها بينه وبين الرئيس الروسي بوتين. وقال أردوغان "إذا أصيب جنودنا في مواقع المراقبة، أو في أي مكان آخر بأي سوء، فأنا أعلن من هنا أننا سنضرب قوات النظام في أي مكان اعتبارا من اليوم، بغض النظر عن حدود إدلب أو حدود اتفاق سوتشي"، مشيرا بذلك إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 2018. وكان الكرملين قد ذكر أن الزعيمين أشارا - في مكالمة هاتفية بينهما الأربعاء - إلى أهمية تطبيق الاتفاقيات الموجودة حاليا، على الأرض في سوريا. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الصراع المتصاعد في محافظة إدلب السورية. وقال إنهما اتفقا على أهمية تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بخصوص سوريا، وضرورة مواصلة الاتصالات بين بلديهما بشأن سوريا من خلال الوكالات المعنية.هل يرضخ بوتين لـ "إنذار" أردوغان بشن عملية عسكرية في إدلب؟ وتصاعد العنف في إدلب، المتاخمة لجنوب تركيا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد تحقيق القوات السورية، المدعومة من روسيا وإيران، مكاسب في حملتها للقضاء على آخر معقل للمعارضة في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.مصدر الصورةAFP/Getty ImagesImage caption تركيا أرسلت تعزيزات إلى نقاط مراقبتها في إدلب وشنت تركيا، المتحالفة مع بعض الجماعات المعارضة للرئيس الأسد، هجوما مضادا الثلاثاء. وأقامت تركيا 12 موقع مراقبة في إدلب، في إطار اتفاق مع روسيا وإيران، على إقامة ما يطلق عليه منطقة "خفض التصعيد". وأرسلت تركيا هذا الشهر نحو خمسة آلاف من أفراد الجيش، وقوافل من المركبات العسكرية عبر الحدود إلى إدلب، تشمل دبابات، وناقلات جنود مدرعة، ومعدات رادار لتعزيز مواقعها العسكرية الموجودة هناك. وحققت قوات الحكومة السورية، المدعومة بغارات جوية روسية، تقدماً في الهجوم العسكري، الذي بدأته في ديسمبر/كانون الأول لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب، على الرغم من اتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار المبرم عام 2018 بين تركيا وروسيا. وأدت العملية التي سيطرت خلالها القوات السورية على العديد من البلدات، وعلى طريق دولي أساسي، إلى قتل مئات المدنيين ونزوح الآلاف في ظلّ ظروف مناخية قاسية. ماذا قالت سوريا؟ أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن تهديدات الرئيس التركي ... تصريحات جوفاء .. وممجوجة، لا تصدر إلا عن شخص منفصل عن الواقع، وغير مدرك لمجريات الأوضاع"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية، سانا.ما الذي يحدث في إدلب؟مصدر الصورةAFPImage caption الآلاف اضطروا إلى النزوح بعد تصعيد العمليات ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية قوله: إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن أي وجود للقوات التركية على أراضيها هو وجود غير مشروع، وخرق فاضح للقانون الدولي، وتحمل النظام التركي المسؤولية الكاملة" عن عواقب وجودها هذا. وقال الكرملين الأربعاء إن تركيا لا تلتزم بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا "لتحييد" المتشددين في محافظة إدلب السورية، وإن الهجمات على القوات السورية والروسية مستمرة في المنطقة. وتنص الاتفاقات الثنائية الروسية-التركية، على وجوب انسحاب المجموعات المتشددة إلى منطقة منزوعة السلاح في إدلب، تسيطر عليها فصائل معارضة. وأضاف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع أنقرة. وقال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو الأربعاء إن وفدا من بلاده سيزور موسكو خلال الأيام القادمة لبحث الصراع المتصاعد في منطقة إدلب، مضيفا أن قرابة مليون شخص نزحوا هناك بسبب الهجمات السورية التي تدعمها روسيا. وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي في تيرانا أن ألمانيا قدمت 40 مليون يورو (44 مليون دولار) دعما لخطط تركيا لتوطين السوريين الفارين من إدلب.
مشاركة :