أنقرة (رويترز) - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إن الجيش التركي سيضرب قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا جوا أو برا في أي مكان بسوريا إذا أُصيب أي جندي تركي بسوء في الوقت الذي تسعى فيه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة محافظة إدلب من مسلحي المعارضة. وفي غضون ذلك يتوجه آلاف المدنيين شمالا صوب الحدود التركية-السورية، كثير منهم سيرا على الأقدام على الجليد في درجات حرارة شديدة البرودة، هربا من القصف الجوي والمدفعي الذي تنفذه قوات الحكومة السورية بدعم روسي. وقال أردوغان إن بلاده عازمة على طرد قوات الحكومة السورية إلى ما وراء مواقع المراقبة التركية في إدلب بشمال غرب سوريا بنهاية فبراير شباط، وإنها لن تسمح لقوات المعارضة المتحالفة مع تركيا بإعطاء قوات الحكومة السورية ذريعة للهجوم. وبدوره اتهم الكرملين تركيا بعدم الالتزام بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا ”لتحييد“ المتشددين في محافظة إدلب السورية، وقال إن الهجمات على القوات السورية والروسية مستمرة في المنطقة. وتتقدم القوات السورية ومسلحون مدعومون من إيران في إدلب في حملة عسكرية للقضاء على آخر معقل لمسلحي المعارضة الذين يقاتلون منذ تسع سنوات للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال مصدر في منظمة إنسانية يوم الأربعاء إن هناك حملة مكثفة من الضربات الجوية والقصف المدفعي على طول الطريق السريع إم 4 الذي يربط اللاذقية، على ساحل البحر المتوسط، ببلدة سراقب على مفترق طرق جنوبي مدينة إدلب. وتسبب الهجوم في نزوح مئات آلاف الأشخاص في أكبر موجة نزوح بسبب الصراع، وجعلهم بلا أمل في الحصول على مأوى وسط ظروف جوية في غاية الصعوبة. وقال المصدر إن قرى كثيرة على طول الطريق السريع إم 5 الممتد جنوبا من مدينة حلب أصبحت مهجورة حاليا. وشنت تركيا، المتحالفة مع بعض الجماعات المعارضة للرئيس الأسد، هجوما مضادا يوم الثلاثاء بعد مقتل 13 جنديا تركيا في قصف سوري في إدلب خلال الأيام العشرة الماضية. وقال أردوغان ”إذا أُصيب جنودنا في مواقع المراقبة أو أي مكان آخر بأي سوء، فأنا أُعلن من هنا أننا سنضرب قوات النظام في أي مكان من اليوم، بغض النظر عن حدود إدلب أو حدود اتفاق سوتشي“ في إشارة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم في 2018. وأضاف لأعضاء حزبه العدالة والتنمية في أنقرة ”سنقوم بكل ما يلزم على الأرض وفي الجو دون تردد“. وأقامت تركيا 12 موقع مراقبة في إدلب في إطار اتفاق مع روسيا وإيران على إقامة ما يطلق عليه منطقة خفض التصعيد. وأرسلت تركيا، التي لها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، هذا الشهر نحو خمسة آلاف من أفراد الجيش وقوافل من المركبات العسكرية عبر الحدود إلى إدلب تشمل دبابات وناقلات جنود مدرعة ومعدات رادار لتعزيز مواقعها العسكرية القائمة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة. وقال بيسكوف للصحفيين ”تعهد الجانب التركي على وجه الخصوص، بموجب هذه الوثيقة (الاتفاق)، بضمان تحييد الجماعات الإرهابية في إدلب“. وأضاف ”تلك الجماعات تنفذ هجمات من إدلب على القوات السورية وتقوم أيضا بأعمال عدائية ضد منشآتنا العسكرية“. * موجات نزوح تسبب سقوط قتلى في صفوف العسكريين الأتراك في بعض من أخطر المواجهات بين أنقرة ودمشق في الحرب التي أودت بحياة مئات الألوف ودفعت ملايين للفرار من ديارهم منهم 3.6 مليون سوري في تركيا. وتقول أنقرة إنه ليس باستطاعتها استيعاب موجة جديدة من المهاجرين. وقال سليم طوسون المستشار الإعلامي لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية في سوريا إن الأيام الخمسة الماضية شهدت فرار نحو 52 ألف شخص في اتجاه الحدود، معظمهم من بلدات أتارب ودارة عزة غربي مدينة حلب. وأضاف أن عدد النازحين منذ تصاعد القتال في نوفمبر تشرين الثاني بلغ في المجمل نحو 870 ألف شخص، مردفا أنه تم إقامة نحو 400 مربع سكني خرساني و2300 خيمة للنازحين الذين يقدر عدد أطفالهم بنحو 70 في المئة منهم. وقال طوسون، متحدثا من المنطقة الحدودية في شمال غرب سوريا، إن حركة المرور تشهد زحاما شديدا لعدة كيلو مترات.
مشاركة :