4 أيام وينتهى الحجر الصحى المفروض على 306 مصريين، وهو العدد الذى استجاب لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعودة من مدينة ووهان الصينية، بؤرة فيروس كورونا الذى حصد أرواح أكثر من 900 شخص، وبعد اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة بحقهم أصبحوا فى انتظار ما ستؤول إليه الأمور خلال الفترة المقبلة. يقضى العائدون أيامهم داخل فندق المشير أحمد بدوى بمرسى مطروح، ورغم الإجراءات الطبية المتخذة بحقهم، وعدم إصابة أى منهم بالفيروس القاتل، إلا أن التعليمات لاتزال مشددة، حسب ما يكشف عنه محمد نجاح، أحد العائدين. يروى «نجاح» لـ«المصرى لايت» أن الإجراءات الطبية بدأت مع العائدين منذ الصعود إلى الطائرة فى ووهان، فحرص الطاقم الطبى على قياس درجة الحرارة وتسلم مطهر وكمامة لكل فرد. وبمجرد وصول العائدين إلى مطار العلمين، جاءت التعليمات بضرورة ترك جميع الحقائب، باستثناء أجهزة «اللاب توب» نظرًا لأهميته بالنسبة للطلاب، ومن ثم بدأ المسؤولون فى مناداة كل فرد باسمه ومنحه بطاقة تعريفية مسجل بها الاسم وبيانات الحجر الصحى من غرفة ومبنى بالفندق. وخلال استلام العائدين لبطاقاتهم يقيس الطاقم الطبى درجة الحرارة لكل فرد حسب رواية «نجاح»، والذى يغير دفة حديثه إلى الإجراءات المتخذة بحقهم: «بناءً على الـID الخاص بكل واحد تم توزيعنا على 3 مبانى، الأول خاص بالعائلات والثانى خاص بالبنات وبعض العائلات والثالث خاص بالشباب فقط بدون عائلات، ومكتوب كمان رقم الغرفة». وعن نفسه، يحكى «نجاح»: «أنا ساكن لوحدى فى شقة مكونة من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ، بعض الشقق الأكبر يسكنها اتنين من الزملاء، كل واحد فى غرفة منفصلة تمامًا». حينما دخل «نجاح» إلى غرفته فى اليوم الأول وجد حقيبتين على فراشه، الأولى تحتوى على منشفتين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، بجانب طقم داخلى و«ترنج» وحذاء، أما الثانية فتشتمل على صابون وأكياس شامبو وشاور جيل، ومعجون للأسنان وفرشاة، وليفة ومكنة حلاقة، وأخيرًا هاتف محمول مشحون خطه برصيد بغية طمأنة الأهل. اُسدل الستار على الليلة الأولى بوجبة خفيفة و«محترمة» حسب تعبير «نجاح»، والذى يردف سرده قائلًا إنه فى صباح اليوم التالى أتى فرد من طاقم التمريض لقياس درجة حرارته، بعد التعرف على اسمه وتسجيله، وتبع الإجراء تناول الإفطار، والتى تضمنت جبنة ومربى وعصير، ولبن ورقائق بطاطس. بعدها فتح الطاقم الطبى الملف الخاص بكل فرد، ومن ثم سُحبت عينة دم لإجراء التحاليل اللازمة، حسب «نجاح»، وهى صورة دم كاملة، ووظائف كبد وكُلى، وكرات دم حمراء، مستدركًا: «ده زى ما قرأت فى ملفى وخبرتى البسيطة فى مجال التحاليل». يحرص «نجاح» على تأكيد الإجراءات الوقائية والخدمة الطيبة التى يتمتع بها المقيمون داخل الحجر الصحى، فيروى: «فى البداية أبلغنا بما ينقصنا من لوازم حتى يتم استكمالها، غير كده استلمنا ديتول وكلور ومطهرات، وبسكويت وشوكولاته وشاى وسكر وكوبايات، ومع حلول العصر نتناول وجبة الغداء ويسير اليوم بشكل طبيعى». فى ختام اليوم، وبعد الفروغ من تناول العشاء يجوب الطاقم الطبى على الغرف لقياس درجة الحرارة، مع الحرص على تسجيل اسم الشخص بنتيجة الكشف فى الملف، وهو ما يتكرر فى الصباح مع وجبة الإفطار. بعد مرور أكثر من 10 أيام يؤكد «نجاح» أن نتائج التحليلات سلبية جميعها، لكن بعض الذين يعانون من نزلة برد أو مشكلات تتعلق بالكولسترول والأنيميا يخضعون لهذه الإجراءات. ورغم سلبية النتائج وعدم إصابة أى من العائدين، إلا أن التعليمات صارمة داخل الفندق، بعد تلقى وزارة الصحة توجيهات من منظمة الصحة العالمية بإعلانها حالة طوارئ عامة، وبموجبها «حظر تجول داخل الفندق.. ممنوع منعا باتًا الخروج من الغرفة والاختلاط»، وهنا يتابع «نجاح» حديثه: «كل مع عائلته أو نفسه فى الغرفة، ولا يجوز لأى سبب الخروج إلا فى الحالات الطارئة، ولابد من التواصل مع الإشراف للسماح له بالخروج وتوفير ما يحتاجه، أى خلال الأيام المقبلة سنلتزم بغرفنا فقط». فى ختام حديثه، حرص «نجاح» على شكر كل من ساند العائدين خلال الفترة الماضية: «شكرًا لكل واحد بيقول كلمة طيبة فى حقنا، وشكرًا لمصر وللشعب وللحكومة والرئيس المصرى، والطاقمين الطبى والمسؤول عن حمايتنا».
مشاركة :