الإسلام الصحيح يمنح الإنسان كل الحق فى الاختيار وفق إرادته الحرة بلا إكراه أو إجبار الإيمان والكفر قضية شخصية لا تهم إلا صاحبها.. وليست من القضايا التى تندرج تحت سلطة النظام العام الاختلاف والتعدد بين البشر مما أراده الله.. ومما يفصل فيه يوم القيامة الإيمان بالحق فى الاجتهاد يقضى على المتعصبين الذين لا يرون إلا رأيهم.. وهم وقود الغلو والتطرف غلق باب الاجتهاد أمام العقل المسلم أدى بنا إلى الحالة المأساوية التى ندفع ثمنها الآن الإيمان لا يلغى دور العقل.. وشمول الإسلام لا يعنى أن النصوص تعالج كل صغيرة وكبيرة من أمور الحياة أثار السجال بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، جدلًا واسعًا بعد أن فُهِمَ من طريقة رد الإمام أن قضية التجديد لا تخص أحدًا إلا الأزاهرة، وبدا أمام الجمهور أن فضيلته يغلق باب الاجتهاد على المفكرين والمثقفين من غير خريجى الأزهر، فى وقت تحتاج فيه البلاد إلى كل صاحب فكر، وكل من يؤمن بضرورة إعمال العقل. وقد فتح هذا السجال الباب لحوار مخلص وصادق وأمين يبتغى خير هذه الأمة ورصد كل ما يحقق إعلاء شأن العقل ويمنح للفكر حريته وللإنسان كرامته.. وقد بدأنا هذه السلسلة، تحت عنوان «حرية الرأى والتعبير».. ونواصل ما بدأناه على مدى عدة أيام مقبلة، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
مشاركة :