نحن مستغفلون | مقالات

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ورد في وكالات الأنباء أن إسرائيل بعثت رسائل طمأنة إلى إيران و«حزب الله»، شدّدت خلالها على أن التدريبات العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق، التي ستجري الأسبوع المقبل لا تحمل في طياتها أي نوايا لشن هجوم، بل تهدف فقط إلى التعامل مع حالات الطوارئ، وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن «رسائل الطمأنة هذه تهدف إلى الحيلولة دون أي تقييم خاطئ لنوايا إسرائيل، وذلك في ظل المصاعب الراهنة التي يشهدها (حزب الله) ونظام الأسد في سورية، وفي ظل احتمالية التوصل لاتفاق نووي بين إيران والقوى العالمية بنهاية يونيو الجاري»، وبدوره دعا رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق دان حالوتس، إلى عدم السماح بإسقاط نظام بشار الأسد. الآن كيف نفهم هذا الخبر؟ أن إسرائيل تطمئن إيران و«حزب الله» بأنها لا تستهدفهما؟ إذن من عدو من ومن حليف من؟ وما معنى كل تلك الحروب الكلامية، والحديث عن تدمير إسرائيل، وعن الإداعاءات بالمقاومة والممانعة؟ بل من الضحية والمستغفل هنا؟ أليست لعبة كبيرة تدار بين الدول، وتمثيلية حسنة الإخراج والأداء ونحن الشعوب هم الحضور، نشاهد ونصدق ونصفق دون أن نعي أن هناك من يتاجر بقضايانا وبقضايا الشعب الفلسطيني المستباحة دماؤه وأرضه. إسرائيل تريد لنظام الأسد أن يبقى حتى لو أباد شعبه بالكامل، فهو ضمانتها لحماية جبهة الجولان، وهو أداتها في قصف مخيم اليرموك، وقتل اللاجئين الفلسطينيين وتهجيرهم نيابة عنها، ويظل العروبيون يرددون:«محور الممانعة والمقاومة»، ويصدقون أنفسهم ويغضون البصر عن المآسي والأحلاف بين الأخوة الأعداء. والقادم من الترتيبات في المنطقة أسوأ على الشعوب العربية، فقد تم بيعنا بالقطاعي وستنهب ثرواتنا بالجملة، وستزهق أرواح كثيرة في الحروب المفتعلة، وبتأجيج النار الطائفية بيد الجماعات الإرهابية التي صنعتها الولايات المتحدة والأنظمة الاستبدادية في المنطقة، أياً كانت سنية أم شيعية، والهدف هو تفتيت دول المنطقة، وإجهاض حلم التقدم والرخاء وبناء الأوطان المدنية الحرة الحديثة، على أسس المساواة والعدالة الاجتماعية. وليد الرجيب osbohatw@gmail.com

مشاركة :