نحن شعبٌ مزاجي | مقالات

  • 6/12/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أرجو ألا تُفهم مقالاتي على أنها جلد للذات بقدر ما هي توعية لضمائرنا التي آثرت الخلود والراحة.. توعية لأحاسيسنا ومشاعرنا التي آثرت السلامة والسكون حتى لا يقال عنا إننا حكوميون بصّامون مع وجود مَن تنطبق عليه هاتان الصفتان.. لدينا قدرة عجيبة على تزيين الباطل ووضعه بمغلف وطني فتتهافت الجماهير وراءه ويأتي مَن يهيم في كل وادٍ لينظم بيتين من الشعر فيشار له بالبنان..! إعاقة البصر والسمع والنطق والحركة وغيرها من الإعاقات البدنية لا تجعل من أصحابها أفراداً سلبيين في المجتمع، وكم من معاق رفع علم الكويت في المحافل الدولية وهناك الكثير من الإنجازات الأدبية والعلمية كان أصحابها معاقين ولم تمنعهم إعاقتهم من الإبداع. برأيي إن مجتمعنا يعاني من إعاقة سلوكية وهي تعتبر من أخطر أنواع الإعاقات التي تصيب المجتمعات.. أصبحنا مع الأسف مجتمعاً شحيحاً بالأخلاق والقيم وصارت الثقافة العامة مبنية على الخلافات وتشويه السمعة، وأصبحنا من أكثر المجتمعات استهلاكاً للمفردات السيئة التي لم يعتد عليها مجتمعنا الكويتي الصغير.. صرنا لا نبالي لبعض الكلام الذي من شأنه أن يقطع حبالنا الوطنية حتى صرنا بيئة خصبة للفتن وصارت الإشاعة تمشي بسرعة دون تقييم أو مراجعة... المهم أنها تنتقص من أعدائي. إذا استمررنا بتسييس حياتنا بهذه الطريقة فإني أتنبأ بكثرة الفتن لاسيما ونحن لدينا مزاجية في التعامل مع الأحداث والأشخاص وكذلك مزاجيتنا في أداء واجباتنا والمطالبة بحقوقنا فعندما نريد أمراً ما أو نريد أن نقدم على تصرف معين حتى ولو فيه ضرر استخدمنا مقولة «خير البر عاجله»، وعندما نكون مطالبين بآداء واجباتنا الوطنية أو حتى الأسرية نستخدم مقولة «كل تأخيرة فيها خيرة». إني جزء من هذا المجتمع «ولا أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء الإ من رحم ربي»... الحكومة كذلك جاءت من رحم هذا المجتمع فلا غرابة أن نعيب على تصرفات بعض أفرادها فهم رضعوا من نهد حالتنا السياسية المشوهة، ويكفيني أن أذكر الحكومة بعبارة بسيطة أن الظلم يجعل من المظلوم بطلاً وليتكم طبقتم مقولة ظلم في الرعية عدل في السوية، فالبعض لا يعيب عليكم تطبيق القانون وإنما المزاجية في تطبيقه على خصومكم فقط! باختصار مجتمعنا الكويتي بحاجة إلى إعادة تأهيل لتغيير هذه الثقافة..أما القول إننا بحاجة لحكومة شعبية حتى تنتهي معاناتنا وننهض بمجتمعنا فهو قول مردود عليه، ويكفيني القول إننا عجزنا عن أخذ منصب رئيس اتحاد كرة القدم فهل نحن قادرون على إدارة الدولة بعدل واتزان؟! إضاءة: إذا كنت معي فأنت قديس... وإذا كنت ضدي فأنت إبليس!! Meshal-alfraaj@hotmail.com Twitter: meshalalfraaj

مشاركة :