تشتهر واحات الوادي الجديد بالعديد من الصناعات البيئية القديمه كمنتجات الخوص وغيرها من الصناعات التي اندثرت وتواجه شبح الانقراض، أبرزها صناعة "الحصر النباتية"، والتي يعتبرونها مهنة قديمة متجددة، نظرًا لتباين الطلب عليها، فما تلبث أن يطالها النسيان حتى تجدد نفسها، نظرًا لما تمثلة من موروث اجتماعي يحكي قصصًا طويلة من الزمن الجميل. يقول الحاج سيد حسن أحد محترفي صناعة الحصر، إن صناعة الحصر النباتية تراجعت هذه الآونه أمام الحداثه وظهور ماكينات الصناعات البلاستيكية الحديثة بعد أن كانت تحتل مكانة مميزة علي مستوى الصناعات الحرفية الأخرى، حيث كانت لها الصدارة في المعارض البيئية التي كانت تقام داخل المحافظة وخارجها. وأضاف حسن أن الحصر النباتية تصنع من نبات أخضر طويل، ينمو على ضفاف الترع والمستنقعات وبحيرات الصرف ، ويسمى "بالسمار" أو نبات الحلف وهو نبات أخضر طويل ينتهي برأس شوكي مدبب. عن طريقة التصنيع أوضح أنه يتم وضع نول من الخيوط حسب مساحة الحصيرة المراد تصنيعها مثبته بـ4 أوتاد ثم يبدأ نسج نبات السمار علي تلك الخيوط كما يتم وضع الألوان الخاصة بتزيين الحصر حتي تظهر في النهاية منتج مزركش بالألوان الطبيعية، مشيرًا الي أن السيدات وربات البيوت تفوقن على الرجال في هذه الحرفة . وأضاف حسن، أن صناعة الحصرالنباتية , تعتبر من الصناعات المتوارثه من الأجداد حيث كان الأجداد يخصصون حجرة في كل منزل لعمل نول لتصنيع الحصر، وغالبًا ما كانت تحرص ربة البيت على تعليم ابنتها أي حرفه بيئية مثل صناعة الحصر أو الخوص أو غيرها من الصناعات، حيث كانت تتباهى ربات البيوت ببناتها اللاتي تعلمن تلك الصناعات. أقرأ ايضًا: لأول مرة في الغردقة.. العثور على الحوت القاتل الكاذب نافقًا على شاطئ قرية سياحية حقيقة استقبال مواطن صينى مصاب بفيروس كورونا في مستشفى كفر الدوار طبيعة ساحرة.. خامات بيئية ورسومات طبيعية تزين القرى السياحية في الوادي الجديد .. صور ولفت الى أنه بالرغم من اسدال الستار علي تلك الصناعه نظرا لظهور التكنولوجيا، الا أن الحصر النباتية باتت تشكل جزءًا أساسيًا من مكونات القرى والمخيمات السياحية، نظرًا لإقبال السائحين عليها لما تمثله من عادات وتقاليد، وهو ما ساهم في إعادة إحياء تلك الصناعة والحفاظ عليها . ومن جانبها أكدت فاطمه عمار مسؤلة تدريب الحرف البيئية بجمعية التنميه بالبرابخ التابعه لمركز بلاط ، أن جميع مستلزمات البيت كانت تصنع من الخامات البيئية حيث كان جهاز العروسة مصنًع من خامات البيئة مثل الخوص والسمار وسعف النخيل ,فضلًا عن تزيين جدران المنازل بقطع من الحصر الملونه وأشكال مصنعه من الخوص على شكل مفارش مستطيلة الشكل تفرش على الأرضية . وأوضحت أن ظهور الصناعات البلاستيكية قضي علي العديد من الصناعات الحرفية التقليدية التى كانت تمثل مصدر رزق للعديد من الأسر الواحاتية فضلا عن كونها تراث لاهالي الواحات. وناشدت عمار الجمعيات الأهلية بضرورة تبني تلك الصناعات والمنتجات الحرفية للحفاظ عليها من الاندثار لكونها منتجات تراثية تمثل فلكلور شعبي من الزمن الجميل.
مشاركة :