أعلن الرئيس السوداني عمر البشير في أول خطاب له عقب أدائه اليمين الدستورية وتنصيبه لفترة رئاسية جديدة بحضور عدد من الزعماء الأفارقة والعرب، العفو العام عن حملة السلاح الراغبين في الالتحاق بالحوار متعهداً بمكافحة الفساد وفتح صفحة علاقات جديدة مع الغرب. ودعا البشير جميع المكونات السياسية السودانية لأن يكون واجبها الحفاظ على امن واستقرار البلاد وان يكون التداول السلمي للسلطة هدفا مشتركا فيما بينها، وتعهد بتعزيز تطبيق الشريعة الإسلامية وحقن دماء السودانيين، وتحقيق السلام الشامل ووضع دستور دائم للبلاد. ترحيب بالمعارضة وأكد أن كافة ترتيبات الحوار اكتملت وحددت آلياته وأنه سينطلق خلال الأيام المقبلة، ودعا أحزاب المعارضة الرافضة للحوار، والحركات المتمردة للحوار إن حضن الوطن لا يزال مفتوحاً لاستقبالهم وإن أبوابنا مشْرعةٌ ولن توصَدَ في وجه القوى السياسية الوطنية التي ترفض العنف وترتضي الحوار منهجاً ووسيلة، حِواراً وطنياً جامعاً وشاملاً لكل القوى الوطنية ولكل القضايا والموضوعات، وأعلن البشير العفَو الكامل عن حملة السلاحِ الراغبين في العودة والمشاركة في الحوار، وأضاف نرحب بهم جميعاً حولَ مائدة الحوار للخروجِ بوثيقة يرتضيها كل أهلِ السودان تَلم شمله وتوحد صفه. وقال البشير في خطابه امس أمام البرلمان والزعماء الأفارقة وممثلي الحكومات المشاركين في مراسم تنصيبه إن السودان يمر بمنعطَف تاريخي مهم في محيط إقليمي مضطرب يسوده التشقق والتمزق والخراب، مشيرا إلى أن شعب السودان دفع ثمنا باهظا للحروب الموروثة والمفروضة بأجندة أجنبية، ودعا للعمل مع العرب والأفارقة لإيجاد حلول سياسية تجنب المنطقة المزيد من الاقتتالِ والدمارِ والنزوحِ واللجوء. مكافحة الفساد وأعلن البشير عن قيامِ مفوضية للشفافية ومكافحة الفساد بصلاحيات واسعة تتبع مباشرة لرئيسِ الجمهورية، وأضاف إننا ندخل عهداً جديداً نمكّن فيه لمبادئِ العدالة الاجتماعية وسيادة حكم القانون وبسط الشورى بين الناس، مشددا على ضرورة إعلاء قيم الشفافية في اتخاذ القرارات واعتماد معايير الكفاءة والنزاهة عندَ كل تكليف وتعيين والمحاسبة الحازمة عند كل فساد أو تقصير. وأكد البشير أن أمر معاش الناس سيكون هو أولَى أولوياتِه، ممتدحا صبر السودانيين في كل المحن والابتلاءات والضوائقِ المعيشية التي ألمت بهم. على صعيد العلاقات الخارجية أكد البشير إنه مستعد للحوار مع الدول الغربية. وقال إنه سيسعى السودان وبقلب مفتوح لاستكمال الحوار مع الدول الغربية حتى تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي. اعتزام أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عزم مصر الكامل على الاِرتقاء بمستوى التعاون والتنسيق بين القاهرة والخرطوم لتشهد آفاقاً جديدة وغير مسبوقة خلال الفترة المقبلة. ومن جانبه، أعرب الرئيس السوداني عن خالص شكره وتقديره لمشاركة السيسي في مراسم التنصيب.
مشاركة :