تمثل سوريا وليبيا قضيتين من أهم القضايا التي تتناولها فعاليات مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، الذي أكد رئيسه أن "الدبلوماسية القوية تقتضي التهديد بالوسائل العسكرية في حالة الضرورة". رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن يطالب ألمانيا بتحمل المزيد من المسؤولية العسكرية على المستوى العالمي قبيل انطلاق فعاليات مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن انتقد رئيس المؤتمر فولفغانغ إشينغر الخطوات المتثاقلة للسياسة الخارجية الألمانية، وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نُشرت اليوم (الجمعة 14 شباط/ فبراير 2020) إن الخطاب المدوي للرئيس الألماني السابق يوآخيم غاوك خلال المؤتمر عام 2014، حلحل بعض الأمور، "لكني أرى تثاقلاً في التحرك نحو هذا الاتجاه في ظل السرعة الهائلة التي تتطور بها السياسة العالمية"، مشيراً إلى غياب العزيمة اللازمة لذلك. وقال الدبلوماسي البارز، الذي يتولى رئاسة المؤتمر منذ عام 2009، إن "القوة العسكرية لألمانيا ضعيفة للغاية مقارنة بثقلها السياسي في أوروبا"، مؤكداً ضرورة توفير الوسائل العسكرية في ألمانيا بالقدر الكافي، وقال: "الدبلوماسية القوية تقتضي للأسف - عندما يدور الأمر حول أزمات- إلى التهديد في حالة الضرورة بالوسائل العسكرية. الوسائل العسكرية يتعين أن تكون أداة ضمن عدة في صندوق الأدوات... إذا كنا لا نمتلك هذه الوسائل، تتحول الدبلوماسية في أغلب الأحيان إلى كلام فارغ". سوريا وليبيا قضيتان مهمتان وأكد إيشنغر أنه "قلق للغاية" بشأن "الفشل الذي لا يغتفر" للمجتمع الدولي في سوريا التي مزقتها الحرب. "وبالتالي يمكن أن نشكو على الدوام من مدى سوء الأوضاع في سوريا، لكن دون تغيير شيء". وفي هذا السياق، أشاد إشينغر بمقترح وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور بإرسال مهمة عسكرية أممية إلى شمال سوريا، وقال: "هذا المقترح كان إشارة في الاتجاه السليم، حتى لو كان وقت طرحه غير مبشر بالنجاح". كما أعرب إشينغر عن أسفه لأن خطة السلام الليبية التي تم التوصل إليها مؤخرًا في برلين قد فشلت هي الأخرى. وقال "لدينا المزيد من الأزمات، أزمات أكثر خطورة وأحداث مروعة أكثر مما يمكن للمرء أن يتخيلها"، وهذا سيعني الكثير من العمل للمشاركين في القمة، حيث ستتواصل الاجتماعات حتى يوم الأحد المقبل. شخصيات عالمية بارزة تلتقي في ميونيخ ويفتتح الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اليوم الجمعة المؤتمر الذي يُعقد سنوياً. وستتواصل الاجتماعات حتى يوم الأحد المقبل. ومن المقرر أن تشارك فيه هذا العام شخصيات سياسية عالمية بارزة، حيث تلقي قائمة طويلة من الصراعات بالشكوك حول قدرة السياسة الدولية على التوسط لإحلال السلام. ومن المتوقع حضور حوالي 35 رئيس دولة وحكومة في هذا الحدث السنوي في مدينة ميونيخ بجنوب ألمانيا، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. وتشارك دول أخرى بمسؤولين بارزين منهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. كما أن المدير التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرع أيضاً على قائمة الحضور. ص.ش/خ.س (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :