غطاسون يسابقون الزمن للعثور على مفقودي السفينة المنكوبة في الصين

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كثفت فرق الإنقاذ في الصين مساعيها أمس للعثور على أحياء محتملين غداة غرق سفينة رحلات في نهر يانغتسي، الواقع شرق البلاد وكان على متنها أكثر من 450 راكبا. ADVERTISING وكانت السفينة «دونغ فانغ جيشينغ» (نجمة الشرق) تقوم برحلة بين نانكين (شرق) وتشونغتشينغ (وسط) حين غرقت مساء أول من أمس في منطقة جيانلي التابعة لمقاطعة هوبيي. وبعد نحو 24 ساعة على وقوع الحادث لم يجر إنقاذ سوى 14 شخصا بينهم القبطان ورئيس طاقم التقنيين اللذان أكدا أن السفينة تعرضت «لإعصار». كما عثر على خمس جثث فقط بحلول ظهر أمس. وتأكد عمال الإغاثة من وجود أحياء داخل السفينة المنقلبة عندما قاموا بضرب هيكلها بالمطارق، فجاءهم الرد بضرب مماثل من الداخل. ولم يعد يظهر من السفينة فوق سطح الماء سوى جزء صغير منها. وقد تشكل هذه المأساة أحد أسوأ الحوادث المميتة في السنوات الأخيرة في نهر يانغتسي. وللمساهمة في البحث عن أحياء محتملين قد يكونون عالقين داخل الهيكل، تم نشر 140 غطاسا في المكان، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا). وبين من عثر عليهم امرأة تبلغ من العمر 65 عاما نقلت «بحالة صحية جيدة» إلى اليابسة، بحسب المصدر ذاته. وأظهرت مشاهد للتلفزيون العام رجال إنقاذ يرتدون ملابس برتقالية يجهدون فوق الهيكل لثقب فتحة فيه. كما بدا ناجون يحملون في نقالات. وضربت الشرطة طوقا حول المكان على مسافة كيلومترين من السفينة لمنع أي كان من الاقتراب. وشوهدت على الطريق المؤدية إلى يانغتسي شاحنات محملة بجنود وسيارات إسعاف بالعشرات. وعندما غرقت مساء أول من أمس كانت السفينة تقل 458 شخصا هم 406 ركاب، جميعهم صينيون بينهم الكثير من المسنين، وخمسة موظفين في شركة سفريات وطاقم مكون من 47 فردا. ولم يتضح على الفور، سبب غرق السفينة، لكن وزارة النقل أكدت أن طاقة استيعاب السفينة هي 534 شخصا ولم تكن بالتالي تقل عددًا يفوق طاقتها. وأوقفت قوى الأمن القبطان وكبير التقنيين واستجوبتهما؛ فأكدا أن السفينة انقلبت فجأة بسبب «إعصار» وغرقت في المياه «في أقل من دقيقة»، بحسب «وكالة شينخوا». وأفادت وسائل الإعلام الرسمية أن سبعة من الركاب تمكنوا من النجاة وأنذروا السلطات بالحادثة بعد أن سبحوا إلى الشاطئ. وقال وانغ يانغ شينغ، وهو مسؤول عن عمليات الإنقاذ، إن الكارثة «وقعت بشكل صاعق حتى إن القبطان لم يتسن له إرسال نداء استغاثة». وقال زانغ هوي أحد الناجين كما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة، أن «أمطارًا غزيرة كانت تهطل على السفينة قبل لحظات من الحادثة وكانت المياه تدخل إلى داخل الكثير من الغرف». وأكد أنه تمكن من الحصول على طوق نجاة ووجد نفسه في مياه نهر يانغتسي يصارع «مع نحو 12 شخصا كانوا يصرخون طالبين النجاة» قبل أن يصل إلى الشاطئ. وأوضحت صحيفة «الشعب» أن أكثر من 200 راكب كانوا من إقليم جيانغسو و97 من سكان شانغهاي. وأشارت لائحة بالركاب نشرتها صحيفة «دونغفانغ ويباو» الصادرة في نانكين إلى أن «الأكثرية الكبرى» من الركاب تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عاما وكانوا حجزوا أماكنهم عبر وكالات سفر. وتجمع عشرات من أقارب الركاب في شنغهاي متذمرين من عدم تزويدهم بمعلومات من السلطات ومن وكالة الأسفار «شيهي» التي أغلقت على عجل أبوابها. وقال الستيني زهانغ «لقد اتصلت مساء (أول من) أمس بزوجتي وقالت إن هناك عواصف وسحبا كثيفة، وفي الصباح عند علمي بما وقع اتصلت بها فلم تجب». وفي حين أمر الرئيس تشي جينبينغ بـ«بذل جميع الجهود الممكنة»، وصل رئيس الوزراء لي كه تشيانغ إلى مكان الكارثة أمس «لتنسيق أعمال الإغاثة»، حيث استقبله عناصر من القوات المسلحة. لكن على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، انتقد بعض الناشطين، في رسائل لم تخلُ من تأثر، رد الفعل الحكومي الذي اعتبروه متأخرا لعمال الإنقاذ. وأفاد التلفزيون الرسمي بأن طول السفينة 76 مترا وتملكها شركة تنظم رحلات في منطقة «الممرات الثلاثة» الخلابة. ويعد الموقع من أهم الوجهات السياحية الصينية ويضم أحد أهم سدود العالم. وقال خبير في لجنة إدارة الموارد المائية في نهر يانغتسي، حسب ما نقلت عنه صحيفة «نانفانغ دوشيباو» إن بالإمكان تخفيف تدفق مياه النهر عبر السد الواقع على النهر لتسهيل عمليات الإنقاذ. ويتميز نهر يانغتسي، أطول أنهار آسيا (6300 كلم) بتيارات جارفة، وسبق أن شهد عددًا من حوادث الملاحة أحدها في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث قضى 22 شخصا، بينهم ثمانية أجانب، في غرق سفينة قاطرة.

مشاركة :