(وسائط متعددة) مقالة خاصة: سباق مع الزمن في درنة المنكوبة للعثور على ناجين من العاصفة دانيال

  • 9/16/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

درنة 15 سبتمبر 2023 (شينخوا) تتواصل في مدينة درنة الليبية المنكوبة جهود الإنقاذ وانتشال جثث قتلى الفيضانات الناجمة عن العاصفة المدارية ((دانيال)) التي ضربت السواحل الشرقية للبلاد قبل أيام. ويسابق رجال الإنقاذ الزمن للبحث عن ناجين من الكارثة المأساوية التي حولت درنة التي تبعد 1300 كيلومتر شرق طرابلس، إلى مدينة أشباح بعد أن أزالت الفيضانات المدمرة نحو ربع المدينة الساحلية. واجتاح الإعصار ((دانيال)) يوم الأحد الماضي مناطق شاسعة من شرق ليبيا، مما أدى إلى فيضانات عارمة تسببت في مقتل وفقدان الآلاف، وتعرضت عدة مناطق لخسائر كبيرة إلا أن مدينة درنة كانت الأكثر تضررا. وعلى إثر الكارثة، توافد على درنة التي أعلنت السلطات أنها مدينة منكوبة، العديد من فرق الإغاثة المحلية والدولية إضافة إلى المتطوعين، ويتعاون الجميع في البحث تحت الأنقاض للعثور على أحياء رغم تضاؤل الآمال. وقال ستيل كافيو، وهو من احدى فرق المساعدات الإنسانية الإسبانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "عثرنا على عدد من الناجين ما بين الليلة الماضية واليوم من خلال الأجهزة المتطورة التي استقدمناها، لكننا وكافة الفرق الدولية تفاجأنا بحجم الدمار الذي لحق بالمدينة وراسلنا على الفور بلداننا لإرسال مزيد من الدعم والإغاثة". وأضاف كافيو بينما كان يستخدم جهازا لكشف الأصوات تحت الأنقاض، أن الأمل يضمحل شيئا فشيئا مع طول الوقت، داعيا إلى تكاتف الجهود للعثور على مزيد من الناجين. وقال أحمد إبراهيم وهو أحد متطوعي الهلال الأحمر الليبي لـ ((شينخوا))، إن فتاة تبلغ من العمر 18 عاما تم انتشالها من تحت الأنقاض ووضعت في كيس جثث الموتى، ليتفاجأوا بعد وصولها إلى مستشفى مرتوبة جنوب درنة أنها حية ترزق، حيث أجريت لها الإسعافات الأولية. وأشار إلى أن الهلال الأحمر الليبي يقوم بدوره على أكمل وجه في مساعدة وإغاثة الناجين، وتوزيع الأغذية والأدوية التي وفرتها الجهات المانحة المحلية والدولية. ومع تواصل جهود البحث والإنقاذ، حذرت السلطات من كارثة بيئية جراء تحلل الجثث تحت الركام الذي تجاهد فرق الإغاثة لإزاحته من فوق جثث القتلى أو الأحياء، ودعا مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض حيدر السائح إلى إخلاء فوري للمناطق التي طالها الفيضان. وقال السائح لـ ((شينخوا)) إن المركز رصد 55 حالة تلوث بمياه غير صالحة للاستهلاك والشرب في درنة، وجميعهم من الأطفال. ولفت الى أن التلوث وحالات الإسهال وقعت بين العائلات النازحة من مناطق الفيضانات بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، مؤكدا أن المركز وفر العلاج والدعم النفسي لها. والخميس، أصدرت الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركاؤها نداء عاجلا بقيمة 71.4 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات العاجلة لليبيين المتضررين من الفيضانات المدمرة. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأموال مخصصة لـ 250 ألف شخص مستهدفين من بين 884 ألف شخص من المقدر أن يكونوا في حاجة إليها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وقد يتم تحديث النداء العاجل بمجرد توفر معلومات إضافية. وقال المكتب إن المناطق الأكثر تضررا هي درنة والبيضاء وسوسة والمرج وشحات وتاكنس وبطاح وطلميثة وبرسس وتوكرة والأبيار، موضحا أن النازحين يلجأون إلى المدارس والفنادق. وقال أسامة محمد، وهو من سكان درنة الناجين من الفيضانات، إن نحو 40 في المائة من المدينة بدون مياه أو كهرباء، فيما تلوثت المياه في بقية مناطق المدينة التي نجت من السيول نتيجة لاختلاط مصدرها بمياه الصرف الصحي. وأشار إلى أن كافة السكان يتعاونون فيما بينهم في إيواء الأطفال الذين فقدوا عوائلهم، وتوفير الأغذية والمياه والعلاج لكل الذين نزحوا من بيوتهم التي جرفتها السيول. وتواصل أجهزة الأمن إجراءات الدفن الجماعي للموتى بعد توثيق صورهم، فيما وصل النائب العام للمدينة للإشراف على إجراءات أخذ عينات الحمض النووي والدفن وفقا للإجراءات القانونية لإمكانية التعرف عليهم فيما بعد من خلال مطابقة العينات بالأقارب. ويبدو أن درنة ستعيش كابوسا طويلا بعد انتهاء جهود الإنقاذ والإغاثة بحسب الليبي علي صالح أحد الناجين من السيول والذي فقد نحو 23 شخصا من عائلته. وقال صالح لـ ((شينخوا)) إن المدينة مقبلة على شتاء قارص، وهناك واد تصب فيه عدد من أودية الجبل الأخضر في شرق البلاد، مما يهدد بفيضانات أخرى بعد انهيار السدين الرئيسيين اللذين يحميان المدينة. ويقسم وادي درنة المدينة التي يسكنها 300 ألف شخص، إلى نصفين، ويوجد به سدان هما سيدي أبو منصور والبلاد، والأخير هو الأكبر والأقرب جغرافياً إلى المدينة. وبسبب انهيار السدين في الوادي الذي يعد المكان الوحيد الذي تجتمع فيه المياه المنحدرة من كافة وديان الجبل الأخضر الليبي، سجلت درنة عددا كبيرا من القتلى، بحسب رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد ومصادر طبية. وقال المواطن الليبي سليمان المبروك إن روح التعاون بين الجميع خففت من وطأة الفاجعة، لكن الظروف الإنسانية بالغة القسوة. وأضاف "لا وجود لاتصالات جيدة، ولاوجود لمياه صالحة للشرب، وهناك مخبزان فقط يعملان في المدينة، ومولدات الكهرباء تحتاج لوقود وكذلك سياراتنا، وهناك صعوبة في الحصول على الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة". ومع ذلك، قال المبروك "إننا نشعر بالفخر من هذا التنادي الذي حدث لحظة وقوع الكارثة".

مشاركة :