«دمشقيات» رحلة فنية لذاكرة المكان والزمان

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اجتمعت ذاكرة مدينة وتاريخها وبيئة مجتمعها وأسلوب معيشتها في لوحات الفنان السوري خلدون الشيشكلي المقام في غاليري غرين آرت بمجمع السركال في منطقة القوز، لتأخذ لوحات الفنان الزوار في رحلة مدهشة عبر الزمن وصولاً إلى أوائل القرن العشرين، ليتعرفوا إلى أجواء مدينة دمشق عاصمة سوريا التي تعتبر من أقدم خمس مدن مأهولة في العالم. وتشمل تلك الرحلة الزمنية في المعرض الذي يستمر حتى 27 يونيو، أحياء وأسواق وسط المدينة ، مثل سوق الحميدية والصالحية وساحة المرجة وحي السنجقدار وغيرها، وساحة النوفرة ليعيش في أدق تفاصيلها، إن لم يكن يتنفس بذاكرته هواءها وبقايا العمارة والمدنية من أزمنة الاحتلال العثماني والفرنسي، متابعاً التفاصيل من الترام الكهربائي إلى عربة الأحصنة والسيارات قديمة العهد، إلى الأرض المرصوفة بالحجارة، وأزياء الأهالي في ذاك الزمن. إبداع وابتكار وبرع الشيشكلي في استعادة جماليات ذاكرة المكان والروح، بتقنياته في فن الحفر غرافيك المرتبط بالطباعة، وهو فن يعتبر من أصعب التخصصات في الفنون الجميلة وفاق عالمياً كل معطيات الفنون الأخرى في مجال الإبداع والابتكار التكنيكي. وعالج لوحات معرضه بتقنيتين، الأولى مستخدماً فن حفر موضوعه على الخشب لتتم طباعة نسخة محدودة منه، والثانية الرسم على الورق بتقنية الحفر مستخدماً أسلوب يماثل التهشير على المعدن. حفر الخشب وتكمن خصوصية مجموعة لوحات الغرافيك، في قدرته الفريدة على حفر أو تقطيع الخشب بدقة متناهية مستخدماً معدات المهنيين في صياغة المجوهرات. ويتطلب هذا النوع من الفن الكثير من الدقة والحذر والصبر، فأي كسر في نحت المشهد المطلوب يعني هدر جهد ساعات وعناء أيام طويلة كما يقول الفنان. ذاكرة دمشقية واعتمد في المجموعة الثانية على رسم البيئة الدمشقية بذاكرته وعشقه وقلم الحبر مُخططاً أدق التفاصيل في كل ركن وزاوية ونافذة في اللوحة، ليبادر بطباعة رسم معالم المشهد قبل إكماله بالأبيض والأسود وليستخدم النسخة المطبوعة لبناء لوحة جديدة بالألوان المائية بأسلوب الموزاييك الدمشقي، ليضع الشيشكلي لمسته الفنية بأسلوب يجمع بين التراث ومدارس الفنون الحديثة. فن الحفر اهتم عمالقة الفن بالحفر الذي يتطلب الكثير من التعمق والتأمل وأدهشت تقنياته كبار الفنانين من غويا إلى جواتيرو وبيكاسو وغيرهم بعوالمه التجريبية اللامتناهية. والأهم من كل ذلك الاكتشافات التي كانت تفاجئ وتدهش الفنان لدى معالجة أعماله بالأحماض والطباعة. سيرة تابع خلدون الشيشكلي المولود في دمشق عام 1944 دراسته للفنون الجميلة في بلجيكا، وعاش فيها حتى الثمانينيات من القرن الماضي، وقدم العديد من المعارض في الغرب من ضمنها بلجيكا والسويد وأميركا إلى جانب البلدان العربية. كما أصدر عام 2006 كتاباً بعنوان دكاكين وبياعين زمان ضم 500 لوحة رسم في كل منها مهنة من المهن التي انقرض البعض منها والبعض على الطريق.

مشاركة :