حين يقلّب المبدع خزائنه القديمة فكأنه يقلّب مساحة من الذكريات الثمينة، لما تحتويه هذه الخزائن من قطع تعود إلى أزمنة مختلفة، لتجمع بين تفاصيلها الأهمية المعنوية والتاريخية وبين القيمة المادية، فقد تم توارث بعضها من الآباء وبعضها انتقل من الأجداد، أو من المعارف أحياناً، لتشكل لمن يحتفظ بها قيمة تتزايد مع مرور الزمن، وهو ما أكد عليه عدد من المبدعين في حديثهم لـ «البيان» وشددوا على أن القطع التي توارثت من الآباء والأجداد من النادر وجودها في هذا الزمن، ومن هنا تكتسب أهميتها. مقتنيات «إنها ذاكرة المكان والوجوه»، هذا ما أشار إليه الأديب حارب الظاهري، وتابع: «لدي مجموعة كبيرة من الصور التي التقطتها في أبوظبي والعين، وهذه الصور ترصد أماكن لم تعد موجودة الآن وهو ما يبين التغيرات بين الأمس واليوم، كما توجد العديد من الصور التي التقطتها في المدرسة، لاحتفالات ووجوه بعضهم أعرفهم وبعضهم لا، وهي وجوه تغيرت مع الزمن، وأتعرف على هذا التغير الحاصل مع الزمن مع الأشخاص الذين أعرفهم والتقي بهم أحياناً». بدورها، استعرضت الأديبة أسماء الزرعوني مقتنيات ما زالت موجودة، ونوهت إلى أن مثل هذه المقتنيات متواجدة في معظم البيوت الإماراتية. وذكرت: «لدينا الذهب الذي كان للوالدة وسيف تقليدي للوالد، رحمهما الله، وتتميز المصوغات الذهبية التي كانت للوالدة بأنها قطعاً منقوشة مثل «المرتعشة والنكلس»، فالأخير منقوش برسومات دقيقة.. ولم يتغير عبر الزمن». وأوضحت: «ننظر إلى هذه القطع من منطلق قيمتها المعنوية، وليس المادية، كما احتفظ بقطعة من الوالدة يقال عنها «البادلة»، وهي سروال مطرز بخيوط من الفضة. وبالنسبة للقطع التي تعود للوالد، فهي تمثل ما تبقى من محله التجاري الذي كان يبيع فيه السيوف». تنوع بدورها، قالت الكاتبة فاطمة المزروعي: «لدينا ما كان لجدتي، رحمها الله، مثل المصوغات الذهبية التي تحتوي على الخواتم والأساور بأشكال التصاميم القديمة، وعليها نقوش كثيرة منها نقوش تراثية مثل النخلة وغيرها، حيث كان الإماراتيون يستوردون الذهب من البحرين، ولدى الأمهات والجدات القدرة على تمييز نوعيته، ورغم ذلك بقيت المصوغات الإماراتية مختلفة عن الذهب البحريني»، وتابعت المزروعي: «يوجد أيضاً عدد من السبحات الملونة المصنوعة من أحجار مختلفة، وسجادة الصلاة التي تفوح برائحة عطر دهن العود، وعدد من المصاحف القديمة التي كانت مطبوعة في السعودية، وكان الأجداد رغم حفظهم للقرآن الكريم بشكل سماعي، إلا أنهم كانوا يحتفظون بنسخ من المصاحف الكريمة». واسترسلت: «يوجد لدينا أيضاً عدد من البراقع التي كانت سادة باستثناء بعضها الذي يحتوي على قطع ذهبية، وكان هذا النوع من البراقع يلبس في الأعراس والمناسبات، لقد كانت الجدات يحتفظن بأشياء مميزة، ونحن أيضاً نعشق الاحتفاظ بما كان لديهم ليذكرنا دائماً بـ طيبتهن وروعتهن وجمال قلوبهن». مجلدات أكد وليد المرزوقي الكاتب والإعلامي في قناة سما دبي أن الكتب القديمة التي يحتفظ بها جاءت من كونه مهتماً بمجال الأدب. وتابع: «لدي مجلدات قديمة، حصلت عليها كهدية من أحد الأشخاص قبل 20 سنة، عندما توفى جده، وأتى لي بهذا المجلدات، التي تتميز بأوراقها الصفراء، وجودة هذه الأوراق التي لم تتغير رغم مرور الزمن»، وأضاف: «لدي مصحف الوالد، ويعود زمن طباعته إلى أكثر من قرنين من الزمن، إلى جانب العديد من الكتب التي يعود تاريخ طباعتها إلى ما قبل 50 عاماً». طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :