مرزوق البشري يكتب | ذيبان.. سريع الذوبان

  • 2/14/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مرزوق البشري تتردد كلمة “ذيبان” عند عامة الناس ويتداولونها كثيرا فيما بينهم،وتحكى عليها القصص والروايات، وهي تطلق بالغالب على الشخص الذي يحقق المكاسب بأقصر الطرق بدون كد أو عناء، سواء كان بحق أو بدون وجه حق. وهذا الكائن الحي الذي يطلق عليه “ذيبان” في هذه السطور يتمتع بمميزات كثيرة، فهو لا يتواجد لوحده في وقت العمل بل ينخرط في المجموعة، فمرة يظهر ومرة يختفي،تجده يبرز بين المجموعة بوقت الانجازات ويتقدم الجميع، فيبرق ويرعد لعله يجد ولو قطرة مطر من الظهور الإعلامي، أما في وقت الاخفاقات فتجد “ذيبان سريع الذوبان” يسيح ويذوب ويختفي، ولا تجد له أثر، فهو يريد أن يسلب انجازات المجموعة لوحده، ولا يريد أن يشاركهم بالإخفاقات. و”ذيبان” رجل يعتبر نفسه خارق بالذكاء وغيره لايفهم غبي، لذلك يعتبر نفسه فوق الجميع، فهو بوجهة نظره يستحق كل المكاسب التي حصل عليها، بفضل النظرة الثاقبة التي يتمتع بها. كما يتميز “ذيبان” بحسن اختيار كلماته التي تطرب لها السامع،فهو يمدح كل شخص يستفيد منه ويتقرب ويتودد له،لعله يكسب منه شهادة تجعله في عالية القوم،ويكون له شأن عظيم بين الناس، وفي المقابل تجده يمن حتى بالسلام على الشخص الذي لايستفيد منه، لذلك خطته الاستراتجية ترسم وفق “مصلحتي أولًا”. ورغم الدهاء والمكر التي يتميز بها “ذيبان” إلا أنه لديه نقطة ضعف،فأحيانا عقله قد يغطيه غشاء الغرور فتجده يرتكب حماقات يفضح بها نفسه، فهو لديه فكرة “أنا ذكي وغيري غبي” فهو يتعامل مع الناس على أنهم أغبياء من السهل توظيفهم لصالحه. ولو وضعنا “ذيبان” تحت المجهر الشرعي لوجدنا أن الإنسان مطالب بالبحث عن مصلحة نفسه فالمنهج الشرعي يقول: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”. لذلك ليس من العيب أن تبحث عن مصلحة نفسك، لكن العيب وكل العيب أن تبحث عن مصلحة نفسك بمقابل مضرة الآخرين وخداع الناس وتحقيق مكاسب لا تستحقها.

مشاركة :