«الرسم بالرمال» .. فن سريع الذوبان

  • 2/25/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قد يبدو فن النحت على الرمال مألوفا لدى النحاتين والفنانين التشكيليين، لكن من غرائب الفنون ذات المهارات الخاصة "فن الرسم بالرمال"، حين يستخدم الفنان حفنة من الرمال ليرسم بها لوحات فنية رائعة ثابتة وبعضها متحركة ومبهرة، لكن تلك اللوحات سريعة الذوبان والاختفاء مع الريح. تلك اللوحات الجميلة ليست أكثر من مجرد حفنة من الرمال على لوح زجاجي، أو على أرصفة الشوارع أو ساحات المدن، مختارة من حبيبات الرمال الملونة. والمدهش في فن الرسم بالرمال ليس في صوره الثابتة التي تبدو عادية بعض الشيء، ولكن في قدرة فنانيه على صناعة عروض متحركة مبهرة. خلط عناصر التصميم البحري في الرسم لإضفاء نظرة فريدة من نوعها. والكلمات لها مكان في لوحات الرسم بالرمال. الفنان مانغرام يرى أن اللوحات تتأثر كثيرا بالمخلوقات البحرية، والنباتات والثقافة. تلك اللوحات معرضة للاختفاء مع الريح ما يثير الاستغراب تجاه هذا النوع الجديد من الفن. وقضى الفنان جو مانغرام الذي يعيش في نيويورك السنوات الثماني الماضية برسم أنماط وتصاميم جميلة في شوارع وساحات المدينة. ولكنّ هناك احتمالا كبيرا ألا ترى هذه اللوحات لأنها تميل إلى الاختفاء. الفنان مانغرام يرسم لوحاته بسكب رمال زاهية الألوان من يديه ويرسم أشكالا هندسية دائرية غاية في الروعة والإبداع والإتقان. كما أن الكلمات لها مكان في لوحاته الرملية، لكنه يخلط أيضا عناصر التصميم البيولوجي البحري وغيرها في عمله لإضفاء نظرة فريدة من نوعها. مانغرام يرى أن اللوحات تتأثر كثيرا بمخلوقات البحر، والنباتات والنبضات الكهربائية والاستعارات الثقافية، لكن عدم ديمومة اللوحة المعرضة للاختفاء مع الريح يثير أسئلة فلسفية تجاه هذا النوع الجديد من الفن. وكانت الفتاة الأوكرانية كسينيا سيمونوفا قد أبهرت متتبعي هذا الفن، عندما قامت بعمل عرض متحرك لقصة احتلال أوكرانيا أيام الحرب العالمية الثانية، بقليل من الرمال وكثير من الإبداع. والطريف أن كسينيا لم تكن تعرف شيئاً عن هذا الفن، ولم تتجه إليه إلا عندما تعثر عملها بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، وحينها بدأت في البحث عن مصدر دخل آخر ليبدأ هذا الفن في لفت انتباهها. واليوم أصبحت كسينيا واحدة من أشهر فناني الرسم بالرمال في العالم، الذين لا يكادون يتعدون أصابع اليد. يسمى هذا النوع من الفن أيضاً باسم فن الرسومات المتحركة بالرمال، لأن الفنان يقوم من خلاله بتقديم فيلم رسومي متحرك يعبر من خلاله عن فكرة معينة، مثلما عبرت كسينيا عن معاناة الأوكرانيين أيام النازية. وهذا هو أجمل ما في فن الرسم بالرمال حين يستطيع الفنان أن يوصل رسالته بطريقة إبداعية مبتكرة. ومن أشهر فناني الرسم على الرمال في العالم كذلك الفنان والمخرج الفلسطيني أحمد حبش الذي أبهر العالم بالعديد من أعماله الرائعة، ومنها عرض من ذاكرة التراب الذي قدمه في ذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

مشاركة :