أثبتت دراسة طبية بريطانية عدم وجود أي علاقة أو ارتباط نهائي بين المعاناة من عسر القراءة عند الأطفال وضعف النظر أو أي نوع من مشاكل الإبصار. وكشفت الدراسة - الأولى من نوعها التي تبحث هذا الأمر - التي أجريت في جامعة بريستول بلندن أن نتائجها توصلت لنفي الاعتقاد السائد بارتباط "عمى الكلمات" ووجود مشاكل في العينين بشكل عام. وشارك في الإشراف على هذه الدراسة نخبة من الأطباء المختصين في طب العيون وطب الأطفال والطب السلوكي النفسي بالإضافة إلى خبراء في التربية والتعليم والإرشاد الأكاديمي لضمان الإلمام بجميع جوانب هذه المشكلة، واعتمدت الدراسة -لإثبات نتائجها - على إجراء فحوصات طبية مكثفة وتجارب بحثية طويلة على مجموعة من الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة وتبين عدم شكواهم من أي مشاكل في النظر أو الإبصار نهائياً. ومما تم إثباته أيضاً أن الحل لهذه المشكلة التي قد تؤثر لمدى طويل على هؤلاء الصغار قد لا يكون طبياً إكلينيكياً ولكن الأمر قد يحتاج إلى تقويم نفسي وسلوكي مكثف وتدريب عملي مضاعف على القراءة. ومما تبنته الدراسة في إثبات ما تم بحثه واستنتاجه هو أن الأطفال الذين يشتكون فعلياً من قصر في النظر أو مشاكل في الرؤية ليس بالضرورة أن يعانون من عسر وصعوبة في القراءة بل ان بعضهم متميز جداً في القراءة بالرغم من ارتدائهم للنظارات. ونصح المشرفون على الدراسة الآباء والأمهات ممن يعانون صغارهم من تلك المشكلة في القراءة بأن لا يتعجلوا في الاعتقاد بأن ذلك هو مشكلة طبية في العينين بل عليهم البحث عن السبب الفعلي لها لضمان التوصل لحل إيجابي وفعال لهذا الأمر.